الجانب الثالث: جانب الصلة بالناس، وهذا الجانب يتحقق بالتآخي والتعاون والتعاطف؛ امتثالًا لقول ربنا سبحانه:} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {(الحجرات: 10).

وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه الجوانب الثلاثة بقوله: ((اتقِ الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)).

أهداف الجوانب الثلاثة للدعوة الإسلامية:

تهدف هذه الجوانب الثلاثة إلى السمو بالإنسان، واحترام عقله وفكره، حينما تحقق الصلة بالله تعالى إيمانًا وإسلامًا وإحسانًا.

ثانيًا: تطهير النفس وتزكيتها حينما تتحقق الصلة بالنفس محافظة عليها وصيانة لها.

الثالث: استقامة السلوك الإنساني حينما تتحقق الصلة بالآخرين حبًّا وإخاءً.

والنتيجة العامة لهذه الجوانب أهدافها تكمن أو تتحقق في الوصول إلى أسمى درجات الكمال الإنساني الممكنة في مجال العقل والخلق والسلوك، وهي جوانب وأهداف تسمو بالإنسان في تفكيره وسلوكه وأخلاقه وتعاونه، ولا ترمي إلى نفع ذاتي، ولا إلى مصلحة خاصة، وإنما هدفها الخير العام للناس جميعًا.

هذه هي المحاور الثلاثة التي تهدف إليها الدعوة، وتعمل من أجلها، والتي يسعى الداعية بخطابه الدعوي إلى تحقيقها.

وبالتأمل الدقيق في آية واحدة من كتاب ربنا -سبحانه وتعالى- وهي الآية التي سبقت الإشارة إليها من سورة "الإنعام":} قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيْكُمْْ {إلى آخر الآيات. إن المتأمل في هذه الآيات يراها تدعو إلى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015