بالطريق القويم، ويأتي بالأدلة المتنوعة من شريعة الإسلام التي تهدي الأمةَ إلى ما ينشر فيها الأمن والرخاء، والتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.

إن الخطاب الدعوي عندما تتوفر فيه هذه الضوابط، ويلتزمها الداعية في خطابه، يكون له أثره العظيم في الإصلاح وفي رقي الأمة وسعادتها.

وإن الخطاب الدعوي يجب أن يكون مستمدًّا من هدي القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة؛ لأنهما الأصلان اللذان تقوم عليهما شريعة الإسلام، كما يجب أن يكون مسيرًا للأحداث، ومتأثرًا فيها. فإنه أيضًا يجب أن يكون مبنيًّا على الصدق الذي لا تحوم حوله شبهة، ولا يقاربه ما يخالف الحقيقة، وذلك الصدق هو الإخبار بالحق، وهو لون من القوة التي هي على رأس الصفات التي يحبها الله تعالى؛ لأنها صفة من صفاته، واسم من أسمائه.

هذه هي ضوابط الخطاب الدعوي.

رسالة الخطاب الدعوي

أما رسالة الخطاب الدعوي، فنقول فيها:

للدعوة الإسلامية أهداف تدور حول ثلاثة محاور أو جوانب:

الأول: جانب الصلة بالله تعالى، وهذا الجانب يتحقق بالعبادة الخالصة لله سبحانه عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا؛ امتثالًا لقوله سبحانه:} يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {(البقرة: 21).

الجانب الثاني: جانب الصلة بالنفس الإنسانية، ويتحقق هذا الجانب بالمحافظة على النفس وعدم تعريضها للمخاطر والمفاسد؛ امتثالًا لقول ربنا سبحانه:} وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {(البقرة: 195) وقوله:} وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ {(النساء: 29)} وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا {(الشمس: 7 - 10).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015