مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {(آل عمران: 100 - 103).

وعندما زعم اليهود عند مجادلتهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه أن الجنة لن يدخلها إلا مَن كان على مِلتهم، وأخذوا يتفاخرون بذلك، لقن الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- الجواب الذي يخرس به ألسنتهم، وأمره أن يتحداهم بأن ينطقوا أمامه بأنهم يتمنون الموت إن كانوا صادقين في دعواهم، قال الله تعالى:} قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {(البقرة: 94 - 96).

وهكذا، نرى في عشرات المواطن من القرآن الكريم مئات الآيات القرآنية تواكب الأحداث التي صاحبت الدعوة الإسلامية في مدة تصل إلى ثلاث وعشرين سنةً، فتقصها بأمانة، وتحكم فيها بالحُكم العادل الحكيم، وتحكي شبهات المشركين وأقوال المنافقين، وتلقن النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه الرد الذي يخرس ألسنة المارقين، وترشد المؤمنين إلى الطريق المستقيم الذي يجب عليهم أن يسلكوه؛ حتى ينالوا رضا الله تعالى، ويظفروا بحسن العاقبة وبالنصر على الذين استحوذ عليهم الشيطان.

وإن الخطاب الدعوي عندما يكون متأثرًا بالأحداث والقضايا والمشكلات والأحوال والهموم التي لا تخلو منها أمة، فيعلق عليها الداعية بأسلوبه الحكيم، ويعالجها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015