وعلى الداعية أن يلاحظ في الدرس الدعوي العام الأمور التالية:

أولًا: أنْ يَكُونَ تَحْضِيره للآية أو للحديث، أو لتقرير الموضوع أو لمعالجة المشكلة، تحضيرًا مُرَكّزًا ملموسًا؛ حتى يستشعر الحضور أنه فعلًا يرتقون روحًا، ويكتملون سلوكًا، ويزدادون ثقافةً معرفةً، وبهذا يكونون أكثر ملازمة للداعية وأعظم إقبالًا عليه وأقوى تعلقًا به.

ثانيًا: أن يعتمد الداعية على الارتجال في إلقاء درسه، ولا بأسَ أن يصحب معه مذكرة تكونُ بجانبه يستعين بها في تسلسل الأفكار وضبط الآيات، واستحضار الشواهد إذا نسي شيئًا أو خانته الذاكرة. ولا شك أن الارتجال هو أدعى لثقة الحضور به ومحبتهم له وتفاعلهم معه، كما أنه من أعظم العوامل في استيعاب الداعية يقظة الحضور، وتقديره مدى الاستفادة منه والانتباه إليه.

ثالثًا: أن يَهْتَمّ الداعية في درسه بالدقائق، وإصلاح آفات النفوس، وتقويم انحراف السلوك في كل ما يقرره وما يستنتجه، وما يعالجه؛ لأنّ مُهِمّة الداعية في الدرجة الأولى تهذيبية وتربوية قبل أن تكون ثقافية وتعليمية.

رابعًا: أن لا يخوض الداعية كثيرًا في فلسفة التشريع، والتعليلات المنطقية لأحكام هذا الدين؛ لأن أكثر أولئك الذين يحضرون حلقة الدرس هم مَن حضروا عن رغبة واختيار بدافع من إيمانهم، ووحي من فِطرتهم، وبتالي هم على الأغلب ممن صلحت أحوالهم، وآمنوا بالإسلام على أنه نظام حكم، ومنهج حياة؛ فحاجتهم إلى الترقية في السلوك والاستزادة من المعرفة أكثر من حاجتهم إلى الإقناع العقلي والمنطق الفلسفي وأسرار التشريع.

خامسًا: والدّرْسُ العَام في ذاته أكثر فائدةً دعوية، وأحسنُ وسيلة تكوينية وتربوية من المحاضرة والخُطبة، والحديثُ المُفَاجئ العادي؛ ذلك لأنه ميسور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015