السمع والبصر واللسان واليد أمانة، وعلى كل جارحة من هذه صيام معروف، ما هو؟ قال الله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (الإسراء: 36).

وقال بعض السلف: إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك ولسانُك وجوارحك، ولا تَجْعَل يوم صومك ويوم فطرك سواء.

ويتعرض الداعية في حديثه عن الصيام إلى ذكر ما ورد في فضائله وآدابه، وما ينبغي أن يأخذ الصائم نفسه أثناء صيامه.

والدرس في صناعة التدريس له عنوان أو ما يسمونه رأس الموضوع، أما درس الداعية فيدور عادةً حول آية كريمة، أو حديث نبوي. ومراعاةً للفارق السابق يجتنب الداعية الأسلوب الفني المختص بحجج الدرس، فلا إعراب ولا نظر للأسلوب التقليدي في التفسير، ولا استيعاب لما تتضمن الآية أو الحديث من أحكام ودقائق المعاني، بل يكون المعنى العام الآية أو للحديث محورًا تتجمع حوله خواطر الداعية المتصلة، ويَكُون هذا المعنى هو الطرف الذي يتناوله الداعية ليبدأ منه الحديث في هُوينة.

فإذا ذكر أنه داعٍ إلى الله وأذاب قلبه في معنى الآية أو في الحديث، أحسّ حِكْمَة النّص القُدسي رحيقَ من العلم بين جنبيه، فاختار منه ما يعطيه لمن يستمع إليه في حديثه، وفي الحديث: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرأ ما نوى)).

وعلى الداعية أن يراعي في الدرس الربط الدائم بين مادته -أعني: خواطره وعناصره- وبين واقع أحوال الناس وقضاياهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015