ويجبُ أن يَكونَ الكَلامُ خاليًا من الألفاظ المستحدثة التي تحتمل حقًّا وباطلًا، وخطأً وصوابًا، وعلى الدّاعي أن يَحْرِصَ على استعمال الألفاظ الشرعية المستعملة في القرآن والسُّنة، وعند علماء المسلمين؛ لأنّ هذه الألفاظ تكون مُحَدّدة المعنى، واضحة المفهوم؛ خالية من أي معنى باطل، قد يَعْلق في ذهن المدعو.

وقد أشار القرآن الكريم إلى ضرورة هذا النهج في الكلام، فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} (البقرة: 104) لأن في كلمة: {رَاعِنَا} في لسان اليهود معنى باطلًا كانوا يقصدونه عند مخاطبتهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذه الكلمة؛ فأمر الله تعالى المسلمين أن يتركوها ويستعملوا مكانها: {انْظُرْنَا} بدلًا من: {رَاعِنَا} حتى لا يتحجج اليهود بهم فيستعملوا كلمة: {رَاعِنَا} يريدون بها الشتيمة والتنقيص.

وإذا اضطر الداعي إلى استعمال بعض الألفاظ المُستحدثة؛ فعليه أن يبين مقصوده منها، حتى لا يتبادر إلى الأذهان المَعَاني البَاطِلَةُ التي تحملها هذه الألفاظ، أو التي يفهمها الناس منها.

ويجبُ على الداعية أن يكون كلامه باللغة العربية الفصحى؛ لأنها لغة القرآن، وشِعَارُ الإسلام وهذا ما أكده النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه ابن كثير عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه: ((ألا إن العربية اللسان، ألا إن العربية اللسان)).

فإذا كان الأمر كذلك؛ فعلى الداعية إذا وُجِدَ بينَ قومٍ يُحسنون فهم اللغة العربية، ألا يعدل إلى لغة أخرى، أو لغة عامية محلية؛ لا تَمتُّ إلى العربية الأصلية بصلة ولا نسب.

ولكن ماذا يصنع الداعية إذا كان في بيئة لا تعرف التفاهم بالفصحى؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015