شيعة، وأنت عن الناس في عزلة فتكتب إلى الناس وتُرسل، وتبث دعاتك، فإني أرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحب فى عافية".

ومن خطبة ال ح سين -رضي الله عنه - وقد أحس بغدر أهل العراق قال: "أيها الناس، إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من رأى سلطانًا جائرًا مُستحلًّا لحُرم الله، ناكثًا لعهد الله، مُخالفًا لسُنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَعْمَلُ في عباد الله بالإثم والعدوان؛ فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقًّا على الله أن يدخله مدخله)).

ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله، وأنا أحق من غير وقد أتتني كتبكم؛ وقدمت على رسلكم ببيعتكم، أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني؛ فإن تممتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم.

وأنا الحسين بن علي، وابن فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسي مع أنفسكم، وأهلي مع أهليكم؛ فلكم في أسوة. وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم؛ فلعمري ما هي لكم بنُكر لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي، والمغرور من اغتر بِكم فحَظّكم أخطأتم ونصيبكم ضيعتم، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه وسيغني الله عنكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

ومن خطبة المُسيب بن نجبة الفزاري يُعلن التوبة عن التقصير في نصرة الحسين، حَمِد الله وأثنى عليه وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: "أما بعد؛ فإنّا قد ابْتُلينا بطول العُمر، والتعرض لأنواع الفتن، فنرغب إلى رَبّنا ألا يجعلنا ممن يقول له غدًا: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} (فاطر: 37).

فإنّ أمير المؤمنين قال: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة، وليس فينا رجل إلا وقد بلغه، وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا، وتقريظ شيعتنا حتى بلا الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015