أخيارنا؛ فوجدنا كاذبين في موطنين من مواطن ابن بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد بلغتنا قبل ذلك كتبه.
وقدمت علينا رسله، وأعذر إلينا يسألنا نصره؛ عودًا وبدءًا وعلانية وسرًّا. فبخلنا عنه بأنْفُسنا؛ حتى قُتل إلى جانبنا، لا نَحْنُ نصرناه بأيدينا، ولا جادلنا عنه بألسنتنا، ولا قَوّيناه بأموالنا، ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا فما عُذْرُنا إلى رَبّنا، وعند لقاء نبينا -صلى الله عليه وسلم- وقد قُتِلَ فينا ولده وحبيبه وذريته ونسله، لا والله لا عذر دون أن تقتلوا قاتله والموالين عليه، أو تقتلوا في طلب ذلك؛ فعسى ربنا أن يرضى عنا عند ذلك وما أنا بعد لقائه بعقوبته بآمن.
أيها القوم، ولوا عليكم رجلًا منكم؛ فإنه لا بد لكم من أمير تفزعون إليه، وراية تحفون بها، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم".
ومن خطبة لعمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- خطب -رضي الله عنه- الناس فقال: "أيها الناس، لا يطولن عليكم الأمد، ولا يبعدن عنكم يوم القيامة؛ فإنّ من وافته منيته فقد قامت قيامته، ولا يستعتب من سيئ، ولا يَزِيدُ في حُسن، ألا لا سلامة لامرئ في خلاف السنة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الله، ألا وإنكم تعدون الهارب من ظلم إمامه عاصيًا، ألا وإن أولاهما بالمعصية الإمام الظالم.
ألا وإني أعالج أمرًا لا يُعين عليه إلا الله؛ فقد فني عليه الكبير، وكبر عليه الصغير، وأفصح عليه الأعجمي، وهاجر عليه الأعرابي حتى حسبوه دينًا لا يرون الحق غيره؛ ثم قال: إنه لحبيب إليّ أن أوفر أموالكم وأعراضكم إلا بحقها، ولا قوة إلا بالله".
ومن خُطبة لقطري بن الفجاءة قال: "أما بعد، فإني أحَذِّركم الدُّنيا، فإنها حُلوة خضِرة، حُفت بالشَّهوات، وراقت بالقليل، لا تَعْدو إذا هي تَنَاهت إلى أمنية أهل الرغْبة فيها والرِّضا عنها أن تكون كما قال الله -عز وجلَّ-: {كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} (الكهف: 45).
مع أنَّ امرأً لم يكن منها في حَبْرة إلا أعْقبته بعدها عَبْرة،