الأعمال، ولذلك قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- في قول الله عز وجل: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (المُلك: 2) قال: يعني أخلصه وأصوبه؛ فإذا كان العمل خالصًا وليس صوابًا لم يكن مقبولًا، وإذا كان صوابًا وليس خالصًا لم يكن مقبولًا حتى يكون خالصًا وصوابًا.
قيل: يا أبا علي، ما الخالص؟ وما الصواب؟ قال: الخالص ما ابتغي به وجه الله، والصّوابُ ما وافق هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وفي الحديث عن أبي أمامة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله -عز وجل- لا يَقْبَلُ منَ العَمَلِ إلّا ما كان له خالصًا وابْتُغي به وجهه))، وحديث: ((إنما الأعمال بالنيات)) من الأحاديث المشهورة: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دُينا يُصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
ولكن ما هي مواصفات المُخْلصين الدعاة؟
يجبُ على الدعاة أن يدركوا هذه الحقائق:
أولًا: أن يقصدوا من دعوتهم وجه الله.
ثانيًا: أنْ تكون جميع تصرفاتهم وأعمالهم وسلوكهم الاجتماعي على وفق شريعة الله.
ثالثًا: أن يُحاسبوا أنفسهم بشكل دائم، وأن يتساءلوا ماذا يريدون من تبليغ الدعوة؟ وماذا يقصدون من دعوة الناس؟.
رابعًا: أن ينظروا إلى أفعالهم؛ هل هي مطابقة لأقوالهم ولسان حالهم؟.