إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} (هود: 69، 73).

روى مسلم بسنده عن عائشة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((خلقت الملائكة من نور، وخلقت الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم، ومسكنهم السماء، ويتنزلون منها بأمر الله)) روى البخاري بسنده عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لجبريل: ((ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا قال: فنزلت {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} (مريم: 64).

ومن الأمور المتعلقة بالإيمان بالملائكة أيضًا أن نؤمن بأن الله خلقهم قبل الإنسان وقد أخبرهم الله تعالى بأنه سيخلق الإنسان أي آدم وأنه سيجعله خلفته فهم موجودون من قبل آدم -عليه السلام- قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (البقرة: 30) ويتعلق بالإيمان بهم أيضًا أن نؤمن بأن الله تعالى جبلهم أي خلقهم مجبولون على الطاعة التامة له، والخضوع لله ولجبروته، والقيام بأوامره، وأنهم يتصرفون في شئون العالم بإرادة الله ومشيئته فهو سبحانه يدبر ملكه، وهم لا يقدرون على شيء من تلقاء أنفسهم. قال تعالى عن الملائكة: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (النحل: 50).

وقال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} فوصفهم الحق بأنهم عباد مكرمون، وقالوا -أي قال الكفار- {اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015