مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (الأنبياء: 26، 28) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.

روى البخاري بسنده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله تعالى: كأنه صلصلة على صفوان، أي: على جبل صفوان؛ فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قال: الحق وهو العلي الكبير)).

ويتعلق بالإيمان بالملائكة أن نؤمن بأنهم متفاوتون في المقامات، وأن لكل منهم وظيفة خاصة به وكلها الله إليه، وهم متفاوتون في الخلق منهم من له من الأجنة مثنى، ومنهم من له ثلاث، ومنهم من له رباع، ومنهم من له ستمائة جناح، يزيد في الخلق ما يشاء إنه على كل شيء قدير.

قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (فاطر:1).

روى مسلم في (صحيحه) بسنده عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى جبريل -عليه السلام- له ستمائة جناح وكثرت الأجنحة دليل القدرة على السرعة في تنفيذ أوامر الله وتبليغ رسالاته قال تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} (الصافات: 164، 166) قال ابن كثير: وما من ملك إلا له موضع مخصوص في السماوات، ومقامات العبادات لا يتجاوزه، ولا يتعداه.

قال ابن عساكر في ترجمته لمحمد بن خالد بسنده لعبد الرحمن بن العلاء بن سعد عن أبيه، وكان ممن بايع يوم الفتح: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لجلسائه: ((أطت السماء وحق لها أن تئط ليس فيها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد ثم قرأ: {وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015