طريق، فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين؛ لا يؤذيهم فأدخل الجنة))، وفي رواية للبخاري ومسلم: ((بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك عن الطريق فأخره)) وفي رواية: ((فنحاه فشكر الله له فغفر له)).
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كل سُلَامَى من الناس عليه صدقة)) وهي المفاصل التي في جسد الإنسان تسمى بالس ُّ ل َ ام َ ات، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((كل سُلَامَى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها، أو يرفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة)).
أما جزاء من قام بهذه الحقوق فهي المثوبة الحسنى في الدنيا والآخرة؛ أما في الدنيا فالثناء الحسن من الناس، وحسن السيرة، وقرب الناس منه، ومؤازرته في كل شئون الحياة، والطمأنينة والسكينة التي تنزل على قلبه فيحيا في دنياه حياة هنيئة بحبه لإخوانه وحب إخوانه له، وفي الآخرة يكون له الثواب العظيم، والمقام في جنات عدن عند مليك مقتدر، يتقلب كما مر في الحديث في أغصان الجنة التي أعد الله له ولكل من يدخلها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر، على قلب بشر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يقومون بأداء حقوق إخوانهم المسلمين، وأن يجعلنا من المتخلقين بالأخلاق الحسنة والآداب الرفيعة التي جاءت في موضوعات هذه المادة -الحديث الموضوعي- وأن يجعلنا من ورثة جنة النعيم.
وبذلك نكون قد انتهينا من الموضوعات المكررة في منهج هذه المادة القيمة، ألا وهي مادة الحديث الموضوعي.
هذا وبالله التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.