(العقائد الإسلامية) وللحق -سبحانه وتعالى- أسماء أخرى غير التي ذكرناها الأخرى، له أسماء لا يعلمها إلا هو، ويُعْلِمُ من يشاء من عباده ما شاء من أسمائه -سبحانه وتعالى- أخبرنا بذلك المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الذي قال فيه: ((اللهم إني أسالك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أنزلته في كتابه، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أسألك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وجلاء همومنا)) إلى آخر الحديث.
ثم بعد ذلك هناك متعلقات بالإيمان بالملائكة فمما يتعلق بالإيمان بالملائكة أن نؤمن بأنهم أجسام لطيفة نورانية تتشكل بالأشكال الحسنة وأنهم هم الملأ الأعلى وأنهم مطهرون من الشهوات الحيوانية وأنهم لا يأكلون ولا يشربون، وأنهم لا يصفون بالذكورة، ولا بالأنوثة، وأنهم لا يصفون أيضًا بالخنوثة، وأنهم عالم آخر قائم بنفسه ومستقل بذاته، وأنهم لا يتصفون بما يوصف به البشر من الحالات المادية، ونؤمن بأن لهم القدرة على أن يتمثلوا بالصور البشرية، وغيرها من الصور الحسية؛ فلقد كان جبريل -عليه السلام- يتمثل في صورة بشرية في صورة دحية الكلبي لرسولنا -صلى الله عليه وسلم- وجاء لمريم البتولفي صورة بشر قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (مريم: 16، 17).
ودخل جماعة منهم على سيدنا إبراهيم -عليه السلام-أي: جماعة من الملائكة - في صورة بشر؛ فقدم لهم الطعام؛ فلم يأكلوا منه شيئًا، فعلم بذلك أنهم ملائكة الرحمن. قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا