يملك تغيير الواقع فما عليه إلا أن يسطره بغمطه وجحوده وتنقيصه وبالتعالي عليه في تصرفات وأعمال من شأنها أشعار الآخرين بأنه ذو امتياز أسمى مما لغيره.
وقد يصل المستكبر إلى مستوى بالغ في الإجرام؛ إذ يعمل على قتل ما لذي غيره من خصائص تمتاز على ما لديه منها، أو قتل غيره وصرفه عن الوجود نهائيًّا حتى لا يكون له منافس، ومتى تمادت الأنفس في استكبارها وغرورها أصابها مس من الطغيان، وكان كبرها أشبه ما يكون بالطوفان، وطوفان الكبر قد يصل في أقصى مده إلى جحود الله، والاستكبار عن عبادته وطاعته، وتحدي قوته وقدرته وجلاله وقهره لعباده، ويقف في أدنى مده عند حدود احتقار الناس والازدراء بهم واستصغارهم، والاستهانة بما عندهم، والتعالي عليهم، والغرور بالنفس ينفخ في صدور المستكبرين حتى يروا أنفسهم عظماء كبراء وهم في واقع حالهم صغار جدًّا، إن شعورهم حول أنفسهم شعور هوائي صنعته الأوهام لا يصاحبه نماء حقيقي فيما تملكه ذات المستكبر من خصائص وقوى معنوية أو مادية وربما يغشي الكبر عن البصائر فيعميها عن رؤية الحق حقًّا والباطل باطلًا، ومن أجل ذلك تتمادى في طغيانها وما يزال الغرور بالنفس ينتفخ وينتفخ وتنتفخ النفس به حتى تنفجر وتتمزق، أو تصطدم بما يهشمها ويحطمها ويمزقها، وهذا من السنن الربانية الدائمة التي نرى شواهدها في الواقع الإنساني سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
ومن آثار الكبر في السلوك الظاهر الهزء والسخرية بالآخرين، واحتقار الناس وإزدرائهم، وحركات الغمز والهمز واللمز والتعبير والتنقيص، وقد يكون من آثاره أيضًا الغيبة وفضح العيوب وكشف نقائص، الناس ومن آثاره أيضًا التبختر والخيلاء والمرح في المشية، وتصعير الخد، والإعراض عن حديث المتحدث، والنظر بشذر إلى الناس، وجر الثوب من الخيلاء، والتطاول في الجسم، والتقعر