في الكلام والتشدق فيه، والإجابة بحركات الوجه أو اليدين أو غيرهما من الجسم كرفع الحاجبين وغمز العين وشد الحنك ومط الشفاة وإشارة اليد وإدارة الظهر والالتفات بالعنق ورفع الرأس أو خفضه، ومن آثاره أيضًا الترفع عن مجالسة ضعفاء القوم وفقرائهم ومساكينهم، والترفع عن محادثتهم ومؤاكلتهم ومشاربتهم، ومنه التعصب للرأي والعناد على الباطل رغم وضوح الحق؛ وهكذا إلى أمور كثيرة جدًّا.
وقد عالج الإسلام آثار الكبر في السلوك، ووجه إلى الآداب الإسلامية والفضائل السلوكية في هذا المجال؛ فما ترك النفوس تشرد أو تضيع، ولكن وجهها إلى التوجيه الصواب، ونورد فيما يلي طائفة من هذه المعالجة:
أولًا: الاستكبار عن الإيمان بالله وعبادته:
وقد أولى القرآن الكريم هذه الظاهرة من ظواهر الكبر عناية عظيمة، ووجه لها اهتمامًا كبير، وبين أن الذين استكبروا واستنكفوا عن عبادة الله هم خاطئون ومخطئون، وبين أن المسيح -عليه السلام- كان عبدًا لله ولن يستنكف عن ذلك، وكذلك الملائكة المقربون عباد الله ولا يستنكفون -أي لا يستكبرون- عن عبادته؛ قال تعالى: {لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} (النساء: 172، 173)، وقول الله تعالى في سورة "الأعراف" {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (الأعراف: 36)، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ