وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه - يعني حلف على مال مسلم - فأخذه ظلمًا فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة)) فقال رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((وإن قضيبًا من أراك))؛ يعني ولو عود مثل السواك، حديث صحيح رواه الإمام مسلم.
وعن عدي بن عميرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوقه كان غلولًا يأتي به يوم القيامة))، فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه فقال: يا رسول الله اقبل عني عملك، قال: ((وما لك؟)) قال: سمعتك تقول كذا وكذا، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((وأنا أقوله الآن؛ من استعملناه على عمل فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه انتهى)) رواه مسلم وقد مر قريبًا.
وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: فلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((كلا إني رأيته في النار في بردة - أي عباءة - غلها)) - أي أخذها قبل أن تقسم الغنائم؛ سرقة.
وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطايا؟، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر)) ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كيف قلت؟)) قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطايا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدَّيْن فإن جبريل قال لي ذلك)) رواه مسلم.