وتدخل الأمانة في السمع والبصر وسائر الحواس: وتكون الأمانة فيها بكفها عن العدوان على أصحاب الحقوق، وبحفظها عن معصية الله فيها، وبتوجيهها للقيام بما يجب فيها من أعمال؛ فاستراق السمع خيانة، واستراق النظر إلى ما لا يحل النظر إليه خيانة، واستراق اللمس المحرم خيانة؛ وهكذا.

وأختم هذا الدرس بما جاء في (رياض الصالحين) للإمام النووي في باب: الأمر بأداء الأمانة، يقول النووي - رحمه الله تعالى - في كتابه (رياض الصالحين) باب: الأمر بأداء الأمانة: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (النساء: 58) وقال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (الأحزاب: 72).

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((آية المنافق ثلاث؛ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)) حديث متفق عليه؛ أي رواه البخاري ومسلم، وفي رواية: ((وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)).

الحديث الثاني: وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- كان يعرف حذيفة ب أنه صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال: ((ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرًا وليس فيه شيء - ثم أخذ حصاة فدحرجه على رجله - فيصبح الناسُ يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015