ميدان الأخلاق كانت إحدى الفروع الأخلاقية ولما كان أساسها الحق كانت إحدى الفروع الخلقية لحب الحق وإيثاره.
وقد ظهر لنا من تعريف الأمانة أنها تشتمل على ثلاثة عناصر:
الأول: عفة الأمين عما ليس له به حق.
الثاني: تأدية الأمين ما يجب عليه من حق لغيره.
الثالث: اهتمام الأمين بحفظ ما استؤمن عليه من حقوق غيره، وعدم التفريط بها، والتهاون بشأنها.
موقف الإسلام من خلق الأمانة:
لقد فرض الإسلام على المسلمين الأخذ بخلق الأمانة، وحرم عليهم أن يسكلوا مسلك الخيانة؛ فمن كان أمينًا كان مطيعًا لربه في إسلامه، ومن كان خائنًا كان عاصيًا لربه في إسلامه، وربما وصل إلى حالة كان فيها مجروح الإسلام والإيمان.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه)) - بوائقه أي غوائله وخياناته. وروى الترمذي والنسائي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم)).
وروى البيهقي في (شعب الإيمان) بإسناد حسن عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قلّما خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا قال: ((لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)).