وعن أنس -رضي الله عنه- قال: ((خدمت النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين فما قال لي أفّ، ولا لِمَ صنعت، ولا أَلَا صنعت)).

والباب الذي بعد ذلك عنوانه: ما يُنهى عنه من السباب واللعن، عن أبي ذر -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا يرمي رجل رجلًا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدَّت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك)) يعني: من قال لإنسان يا فاسق، أو يا كافر، والذي قيل له هذا الكلام، ورمي بالفسق أو بالكفر لم يكن أهلًا للفسق ولا للكفر؛ عاد الكلام إلى القائل.

وعن ثابت بن الضحاك -رضي الله عنه- وكان من أصحاب الشجرة أي: شجرة الرضوان يوم البيعة التي نزل فيها قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} (الفتح: 18) ثابت هذا راوي هذا الحديث كان من أصحاب الشجرة، قال: ((إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا؛ عُذب به يوم القيامة، ومن لعن مؤمنًا فهو كقتله، ومن قذف مؤمنًا بكُفر فهو كقتله)).

الباب الذي بعد ذلك: تحذير من النميمة: بيَّن فيه -صلى الله عليه وسلم- أن النمام لا يدخل الجنة، والنمام هو الذي ينقل الحديث بين الناس على وجه الإفساد، أما من ينقل الحديث؛ ليصلح بين الناس فليس بنمَّام، ويسمى النمام بالقتَّات تشبيهًا لمن يجمع القتَّ، عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: "سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا يدخل الجنة قتات)) والقتات: هو النمام.

وهناك تمادح يدور بين الناس يكرهه الإسلام، وهو أن يمدح الرجل رجلًا بما ليس فيه، أو يمدحه بصفات وإن كانت فيه ستُغريه وتجعله يتكبر على خلق الله، أما إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015