أُمنت الفتنة فلا مانع من التمادح إذا دَعَا إلى خير أكثر، تحت باب ما يُكره من التمادح.

روى البخاري بسنده عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أنّ رجلًا ذُكر عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فأثنى عليه رجل خيرًا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ((ويحك)) وهي كلمة تقال للزجر ((ويحك قطعت عنق صاحبك)) أي: تسببت في فتنته يقوله مرارًا، ثم قال -صلى الله عليه وسلم: ((إن كان أحدكم مادحًا لا محالة)) يعني: مصر على أن يمدح الناس ((فليقل: أحسب كذا وكذا إن كان يُرى أنه كذلك، وحسيبه الله، ولا يزكي على الله أحدًا))، ثم بعد ذلك جاء حديث ينهي المسلم عن التحاسد والتدابر، والحسد هو تمني زوال نعمة الغير، والتدابر هو التنافر، فجاء الحديث بعد ذلك؛ ليُحذّر المسلمين من البغضاء، ومن الحسد، ومن التدابر، ودعاهم إلى أن يكونوا إخوانًا في الله متحابين، وبيَّن أنه لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، ونهى عن التجس، ونهى عن التناجش، وهو الخداع في البيع والشراء، عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام)).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إيَّاكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسسوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا)).

ثم بيَّن الحديث الذي بعد ذلك أن هناك ظن يجوز، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: ((ما أظن فلانًا وفلانًا يعرفان من ديننا شيئًا))، وفي رواية ((يعرفان ديننا الذي نحن عليه))، ثم بعد ذلك دعت الأحاديث إلى ستر المؤمن على نفسه إذا ابتُلي بالمعاصي، فليداري نفسه ولا يتحدث بها، وأمره إلى الله -سبحانه وتعالى. أما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015