رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُلاطف الطفل الصغير، ويقول له: ((يا أبا عمير ما فعل النغير)) الحديث رواه البخاري.

والمعروف في شمائل الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان سمحًا لا يبخل بشيء أبدًا، شجاعًا لا ينكص عن حق أبدًا، عدلًا لا يجور في حكم أبدًا، صدوقًا أمينًا في أطوار حياته كلها، وقد أمر الله المسلمين أن يقتدوا به في طيب شمائله، وعريك خلاله فقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21). قال القاضي عياض: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، لقد فزع أهل المدينة ليلة فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- راجعًا قد سبقهم إليه، واستبرأ الخبر على فرس لأبي طلحة عُريٌ، والسيف في عنقه، وهو يقول: ((لن تُراعوا))، وقال علي -رضي الله عنه: ((إنا كنا إذا حمى البأس واحمرت الحدق، نتقي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما يكون أحد أقرب إلى عدوٍّ منه)).

وعن جابر -رضي الله عنه- قال: "ما سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: لا". وقد قالت له خديجة: "إنك تحمل الكلَّ، وتُكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق " وحُمل إليه سبعون ألف درهم، فوضعت على حصير، ثم قام إليها يقسّمها، فما ردَّ سائلًا حتى فرغ منها.

"وجاء رجل فسأله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: ((ما عندي شيء، ولكن ابتع عليَّ)) ((فإذا جاءنا شيء قضيناه))، فقال له عمر: ما كلفك الله ما لا تقدر عليه يا رسول الله، فكره النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالًا، فتبسم -صلى الله عليه وسلم- وعُرف البشر في وجهه وقال: ((بهذا أمرت)).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015