أبعد الناس عنه، وما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه في شيء قط، إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم، وما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله تعالى)) أخرجه مسلم.
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: ((كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه برد غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي -يعني: كساء غليظ خشن- فأدركه فأعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جذبته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضحك، وأمر له بعطاء)) رواه البخاري.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه))، وفي رواية ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه))، وعن جرير -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله -عز وجل- ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق)) الحمق ((وإذا أحب الله عبدًا أعطاه الرفق))، وعن جرير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله -عز وجل- ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق)) أي: الحمق ((وإذا أحبَّ الله عبدًا أعطاه الرفق، ما من أهل بيت يُحرمون الرفق إلا حُرموا الخير كله))، وسئلت عائشة -رضي الله عنها- ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل في بيته. قالت: ((كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة)) معناه: أنه كان يساعدهم في عمل البيت.
وعن عبد الله بن الحارث قال: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم وعن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقًا، وكان لي أخ فطيم -يعني: صغير- يُسمى أبا عمير، لديه عصفور مريض اسمه النغير، فكان