((تكابد دهرك في بيتك ألَّا تخرج إلى المجلس))، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من خرج في سبيل الله كان ضامنًا على الله، ومن عاد مريضًا كان ضامنًا على الله -عز وجل، ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامنًا على الله -عز وجل، ومن دخل على إمام يعزّره -يعني: ينصحه يوصيه بالحق- كان ضامنًا على الله -عز وجل، ومن جلس في بيته لم يغتبْ أحدًا بسوء كان ضامنًا على الله عز وجل)) فيريد أن يُخرجني عدوُّ الله يريد لسانه أنه كان يدسّه في فمه أي: يضرب فمه أن يخرجني من بيتي إلى المجلس فيحدث نفسه ويتكلم، ويقصد بعدو الله الشيطان.
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنه كان فيمن كان قبلكم من الأمم رجل يُقال له: مورّق، وكان متعبدًا، فبينما هو قائم في صلاته ذكر النساء واشتهاهنَّ، وانتشر حتى قطع صلاته، فغضب فأخذ قوسه فقطع وتره، فعقده بخصيته، وشدَّه لعقبه، ثم مدَّ رجليه فانتزعها، ثم أخذت تمريه ونعليه حتى أتى أرضًا لا أنيس بها، ولا وحش فاتخذ عريشًا، ثم قام يصلي فجعل كلما أصبحت تصدَّعت الأرض فخرج له خارجٌ منها معه إناء فيه طعام حتى شبع، ثم يدخل فيخرج بإناء فيه شراب فيشرب حتى يُروى، ثم يدخل وتلتئم الأرض، فإذا أمسى فُعل مثل ذلك. قال: ومر الناس قريبًا منه فأتاه رجلان من القوم فمرَّ به تحت جنح الليل، فسألاه عن قصدهما فسمت لهما بيده، قال: هذا قصدكما حيث يريدان، فسارا غير بعيد. قال أحدهما: ما يسكن هذا الرجل ها هنا بأرض لا أنيس بها، ولا وحش، لو رجعنا إليه حتى نعلم علمه، قال: فرجعا إليه، فقال له: يا عبد الله ما يُقيمك بهذا المكان، بأرض لا أنيس بها ولا وحش، قال: امضيا لشأنكما ودعاني، فأبيا وألحَّا عليه.
قال: فإني مخبركما على أن من كَتَما منكما عني أكرمه الله في الدنيا والآخرة، ومن أظهر عليَّ منكما أهانه الله في الدنيا والآخرة. قالا: نعم. قال: فنزل، فلما