الحديث الثامن: في باب المراقبة التي تنجي من الفتن: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) يعني: في الفتن وغيرها اترك ما لا شأن لك به، هذا حديث حسن رواه الترمذي وغيره.
الحديث التاسع: عن عمر -رضي الله عنه، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يسأل الرجل فيما ضرب امرأته)) ثم جاء باب التقوى، والإمام النووي قدَّمه -كما قلت سابقًا- بآيات منها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِه} (آل عمران: 102)، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (الأحزاب: 70)، وذكرنا الآيات من قبل، فإلى الأحاديث التي أوردها الإمام النووي في كتابه القيم (رياض الصالحين). ذكر عدَّة أحاديث:
الحديث الأول في هذه الأحاديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((قيل: يا رسول الله، من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم. فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله؟ قال: ليس عن هذا نسألك، قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)) الحديث متفق عليه، و ((فقهوا)) بضم القاف على المشهور، وحكي كسرها أي: فقهوا أي: علموا أحكام الشرع.
الحديث الثاني: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون؛ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) حديث رواه الإمام مسلم، حديث يدعوا إلى التقوى وأخذ الحيطة والحذر من الدنيا ومن النساء، فإن أول فتنة وقعت في بني إسرائيل كانت بسبب النساء.
الحديث الثالث: عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ((اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى))، فالتقوى سبب من أسباب النجاة