من الفتن، كدعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يدعو بهذا الدعاء: ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)) حديث رواه مسلم أيضًا.
الحديث الرابع: عن أبي طريف عدي بن حاتم الطائي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من حلف على يمين، ثم رأى أتقى لله منها؛ فليأتِ التقوى)) يعني: حلفت على يمين لكن وجدت الشيء الآخر فيه تقوى الله، فافعل الأمر الذي فيه تقوى الله، واحنث في يمينك، وكفّر عن يمينك.
الحديث الخامس: عن أبي أمامة صُدي بن عجلان الباهلي -رضي الله عنه- قال: "سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب في حجة الوداع فقال: ((اتقوا الله وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم تدخلوا جنة ربكم)) رواه الترمذي في آخر كتاب الصلاة، وقال: حديث حسن صحيح. قال: ذلك -صلى الله عليه وسلم- في خطبته التي خطبها في حجة الوداع بمعنى: أن هذا أصل أصيل، وحديث غير منسوخ، إنه كان في أواخر أيام المصطفى -صلى الله عليه وسلم؛ إذ بعد حجة الوداع بثلاثة أشهر تقريبًا تُوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
ثم جاء باب اليقين والتوكل على الله -سبحانه وتعالى، فإذا اجتمع للمسلم المراقبة والتقوى واليقين والتوكل على الله بهذه الأمور الأربعة ينجو المسلم من الفتن.
في باب اليقين والتوكل على الله -سبحانه وتعالى أتى الإمام النووي بالآيات القرآنية التي فيها اليقين، حسن التوكل على الله -سبحانه وتعالى قال: تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (الأحزاب: 22)، وقال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (آل عمران: 173، 174)، وقال