قال لهذا، وردَّ عليه الأقرع مثل ما ردَّ الأبرص، فقال الملك: إن كنت كاذبًا فصيَّرك الله إلى ما كنت.
وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الجبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي ردَّ عليك بصرك شاة أتبلَّغ بها في سفري، فقال له: خذْ ما شئت، قد كنت أعمى فردَّ الله إليّ بصري، فخذ ما شئت ودعْ ما شئت، فوالله ما أجهلك اليوم بشيء أخذته لله -عز وجل. -لا أحبس عنك شيئًا- فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك)) حديث متفق عليه.
بعض الألفاظ: "الناقة العشراء": بضم العين وفتح الشين وبالمد هي الحامل، قوله ((أنتج)) في رواية ((فنتج)) معناه: تولى نتاجها، والناتج للناقة كالقابلة للمرأة، وقوله ((ولّد هذا)) بتشديد اللام أي: تولى ولادتها، وهو بمعنى: نتج في الناقة فالمولد والناتج والقابلة بمعنًى واحد، لكن هذا للحيوان وذاك لغيره، وقوله ((انقطعت بي الحبال)) هو بالحاء المهملة والباء الموحدة أي: الأسباب يبقى إذًا ليست الجبال، وإنما هي الحبال بالحاء أي: الأسباب، وقوله ((لا أجهدك)) معناه: لا أشقّ عليك في ردّ شيء تأخذه أو تطلبه من مالي، وفي رواية البخاري ((لا أحمدك)) بالحاء المهملة والميم، ومعناه: لا أحمدك بترك شيء تحتاج إليه، كما قالوا: ليس على طول الحياة ندم أي: على فوات طولها.
الحديث السابع: عن أبي يعلى شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن. قال: الترمذي وغيره من العلماء معنى ((دان نفسه)) حاسبها. يحاسب نفسه باستمرار.