رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صحابي جليل قال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال له -صلى الله عليه وسلم-: ((وماذا أعددت لها)) فالمراد أن يستعد الإنسان للساعة.
أما قبض العلماء: فهو قبض للعلم، وهو من علامات الساعة، جاء ذلك أيضًا في حديث صحيح رواه الإمام البخاري بسندِهِ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: "سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا؛ اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا؛ فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))، هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في أكثر من موضع في صحيحه وأخرجه أيضًا الإمام مسلم في صحيحه وأخرجه أيضًا الإمام الترمذي وأخرجه الإمام ابن ماجه وأخرجه الإمام الدارمي في (سننه) وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل.
الصحابي الجليل الذي روى هذا الحديث هو سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال أبو هريرة: ما أجد أحدًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر حديثًا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص؛ فإنه كان يكتب ولا أكتب، أسلم قبل أبيه، وكان صوامًا قوامًا حتى نهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المواظبة في قيام الليل، وصيام النهار، وأمره بقراءة القرآن في كل ثلاث، وكان يقول في كبره يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مات في سنة 65 هجرية بالشام -رضي الله عنه وأرضاه.
المعنى العام لهذا الحديث:
هذا الحديث مبين لجزء من الحديث السابق؛ فقد بين لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق بعضًا من أشراط الساعة، أي من علاماتها التي تشير إلى قربها، وذكر أول شيء من تلك العلامات: أن يرفع العلم. أما كيف يرفع العلم فلم نعرفه في