قال القرطبي: يُحتمل أن يُراد بالقيم من يقوم عليهن سواء كن موطوءات أم لا ويحتمل أن يكون ذلك في الزمان الذي لا يبقى فيه من يقول: الله الله، فيتزوج الواحد بغير حق؛ جهلًا بالحكم الشرعي، وعرف القيم يعني أضاف كلمة الـ للقيم؛ فصارت القيم بالتعريف عرفها إشعارًا بما هو معهود من كون الرجال قوامين على النساء، وهل المراد بقوله: ((خمسين امرأة)) حقيقة العدد، أو المجاز عن الكثرة يؤيد الثاني هو المجاز عن الكثرة يعني، ليس المراد العدد فالعدد غير مقصود، يؤيد ذلك ما في حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- الذي يقول فيه: ((ويُرَى الرجلُ الواحدُ يتبعه أربعون امرأة)).
وخصت هذه الأمور الخمسة بالذكر؛ لأن تحققها مشعر باختلال الضروريات الخمس الواجب رعايتها في جميع الأديان وهي رعاية النفس ورعاية الدين ورعاية المال ورعاية العرض ورعاية العقل؛ إذ بحفظها صلاح المعاش والمعاد هذه الأشياء الخمسة كما قلت الدين والعقل والنفس والنسب يعني العرض والمال، فرفع العلم مخل بحفظ الدين، وشرب الخمر مخل بالعقل وبالمال أيضًا، وقلة الرجال بسبب القتل في الفتن مخل بالنفس وظهور الزنا مخل بالعرض وبالنسب، وكذلك مخل بالمال هذا الحديث الذي كنا بصدده يؤخذ منه:
1 - أن الساعة لا يعلمها إلا الله تعالى.
2 - أن للساعة علامات كثيرة منها رفع العلم. أي: ذهابه بموت العلماء. ومنها: أن ينتشر الجهل وأن يسود الجهلة فيفتوا الناس بغير علم فيضلونهم.
أن يكثر شرب الخمر، وينتشر أن يفشوا الزنا، وينتشر أيضًا.
ومن الرواية الثانية نأخذ من علامات الساعة أيضًا كثرة النساء، وقلة الرجال.
أهم ما يؤخذ من هذا الحديث: أن على الإنسان أن يجاهد نفسه وأن يستعد للساعة؛ فإنها تأتي بغتة وأخفيت حتى يجتهد الناس في العبادة ولقد سأل رجل