(وَلْيَغْدُ فِي تَعَبٍ يَرُحْ فِي رَاحَةٍ ... إِنَّ الْأُمُور مريحها كالمتعب)
وَقلت: // من الطَّوِيل //.
(أَلا يَذُمُّ الدَّهْرَ مَنْ كَانَ عَاجِزًا ... وَلا يَعْذِلُ الأقْدَارَ مَنْ كَانَ وَانِيَا)
(فَمَنْ لَمْ تُبَلِّغْهُ الْمَعَالِيَ نَفْسُهُ ... فَغَيْرُ جَدِيرٍ أَنْ يَنَالَ الْمَعَالِيَا)
وَمَثَلُ الْعُلُوِّ فِي الْمَكَارِمِ مَثَلُ الصُّعُودِ فِي الثَّنَايَا وَالْقللِ، وَلا يَكُونُ إِلا بِشِقِّ النَّفْسِ. وَمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ يَنْعَمُ فِي قَصْدِ الذَّرَى والتوقل فِي الغرفات العلى فقد ظلّ بَاطِلا وتوهم محالا.
وَرُتْبَةُ الأَدِيبِ مِنْ أَعْلَى الرُّتَبِ، وَدَرَجَةُ الْعِلْمِ أَشْرَفُ الدَّرَجِ، فَمَنْ أَرَادَ مُدَاوَلَتَهَا بِالدَّعَةِ وَطَلَبَ الْبُلُوغَ إِلَيْهَا بِالرَّاحَةِ كَانَ مَخْدُوعًا، وَقَالَ الْجَاحِظُ:
الْعِلمُ عَزِيزُ الْجَانِبِ، لَا يُعْطِيكَ بَعْضَهُ حَتَّى تُعْطِيهِ كُلَّكَ، وَأَنْتَ إِذَا أَعْطَيْتَهُ كُلَّكَ كُنْتَ مِنْ إِعْطَائِهِ إِيَّاكَ الْبَعْضَ عَلَى خَطَرٍ.