حَتَّى إِذا أزمنت ينتفخ الْموضع الَّذِي يكون فِيهِ طرف هَذَا الْعرق وينفتح الْجلد وَيخرج مِنْهُ طرف الْعرق فَإِن مد عرضت عَنهُ أوجاع شَدِيدَة وخاصة إِن انْقَطع وَلذَلِك يعلق بعض النَّاس (ألف ج) بطرفه رصاصة وتلفه عَلَيْهَا لِئَلَّا يَنْقَطِع وَيخرج مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا بثفل الرصاص حَتَّى يخرج عَن)
آخِره وَيسْقط ويعصر الْعُضْو وينطل بِالْمَاءِ الْحَار ليسهل خُرُوجه ثمَّ يرفع بالأصابع قَلِيلا قَلِيلا يمسح وَيخرج قَالَ: فَإِن انْقَطع أَو لم يخرج بط حَتَّى يُوصل إِلَيْهِ وَيخرج ثمَّ يعالج بعلاج الْجِرَاحَات.
الاختصارات قَالَ: قد يكون فِي الْبلدَانِ الحارة وبشرب الْمِيَاه الردية وَيكون من بلغم حَار يحتد قَالَ: إِذا بدأت فضمد الْموضع وَبرد جهدك بالصندلين والكافور وَنَحْوهمَا مِمَّا يطلى بِهِ فَإِن ظَهرت رؤوسها فلتجذب بِرِفْق لِئَلَّا تَنْقَطِع وأربطها فِي قطعه أسرب وَتلف كل يَوْم مَا يخرج مِنْهُ ويسهل خُرُوجه المَاء الفاتر فَإِذا أخرجته أجمع فعالج الْموضع بالمرهم الْبَارِد كمرهم الإسفيذاج وَإِن انْقَطع فَإِن كَانَ فِي مَوضِع يُمكن بطه فبطه فَإِنَّهُ يُولد ورماه وعفنا وَأخرجه وعالجه وَمَتى لم يكن بطة فعفنه بالسمن إِلَى أَن يعقن مَا فِيهِ وَيخرج وعالجه وَمَتى لم يُمكن بطه فعفنه بالسمن إِلَى أَن يعفن مَا فِيهِ وَيخرج واجتنب الْأَدْوِيَة الحارة فِي هَذِه الْعلَّة فَإِنَّهَا تحدد الدَّاء وَتُؤَدِّي إِلَى الآكلة. لى رَأَيْت فِي المارستان شَيْئا انْقَطع فبططناه وَلم نلتفت إِلَى طلب الْعرق لَكِن فتقنا الْجرْح بالإصبع فتقا نعما فعالجناه فبرأ برءا تَاما.
ابْن ماسويه قَالَ: اطل على ورم الْعرق الْمدنِي بالأشياء المبردة قبل خُرُوجه وسرح عَلَيْهِ العلق واطله بدقيق الشّعير والرجلة ودهن الْورْد وعنب الثَّعْلَب والكزبرة أَو لطخه باعتدال بالصندل وبزر قطونا والمر وَاللَّبن الحليب أَو اصل الورم بِالصبرِ والكافور إِلَى الْبَطن فَإِن كَانَ شتاء فضمده بالخمير وَالسمن إِلَى أَن يعفن مَا فِيهِ واجتنب الْأَدْوِيَة الحارة فِي هَذِه الْعلَّة يبرأ إِن شَاءَ الله. 3 (من اختيارات حنين) إِذا تنفط مَوضِع الْعرق الْمدنِي وابتدأ يخرج فَاشْرَبْ لَهُ أول يَوْم نصف دِرْهَم من الصَّبْر وَفِي الْيَوْم الثَّانِي زنة دِرْهَم وَفِي الثَّالِث دِرْهَمَيْنِ فَإِنَّهُ يَمُوت وَيبْطل أَذَاهُ واطل على مَوْضِعه لزوجة الصَّبْر الرطب: تشق الورقة وَتُؤْخَذ اللزوجة الَّتِي فِي بَاطِنهَا فتطلى عَلَيْهِ فَيَمُوت ويسكن جَمِيع ألمه مجرب جيد يحول إِلَيْهِ مَا فِي كناش جورجس. لى خبرني ابْن عَم الْحُسَيْن بن عدويه إِنَّه كَانَ يتَأَذَّى بالعرق الْمدنِي وبطه غير مرّة ثمَّ أَن رجلا من أهل الْحجاز علمه أَن يَأْخُذ نصف دِرْهَم من الصَّبْر ثَلَاثَة أَيَّام فَفعل ذَلِك فَبَطل أَذَاهُ وَلم يخرج فِي ذَلِك الْوَقْت وَلَا بعده إِلَى هَذِه الْغَايَة شَيْء وَهَذَا الرجل محرور وَاسع الْعُرُوق أزب عضل. لى رَأَيْت الْعرق الْمدنِي لَا يكَاد يخرج بالأبدان الرّطبَة اللَّحْم وَإِنَّمَا يخرج بالعضلة والنحيفة وَلَا بِمن أدمن الاستحمام وَالدُّخُول فِي المَاء وَشرب الشَّرَاب والتوسع فِي الأغذية وَمِمَّا قد أَجمعُوا عَلَيْهِ أَنه أَن ذَلِك مَا وَرَاء الْموضع الَّذِي قد خرج فِيهِ بالثلج بعد قَلِيلا قَلِيلا وأدمن الدَّلْك وَالْمدّ خرج كُله. وَقد قيل: إِنَّه إِذا طلب من خَلفه إِلَى أَكثر مَا يُمكن ثمَّ شقّ عَنهُ وَأدْخل تَحْتَهُ الْميل وَرفع على عضل الصدغ وَمسح الْموضع ودلك (ألف ج) بالثلج قَلِيلا قَلِيلا وَمد خرج كُله فِي سَاعَة. قَالَ وَيجب أَيْضا إِذا رَأَيْت عَلَامَات الْعرق قبل أَن يظْهر الرَّأْس أَن تعالجه بِهَذَا العلاج فَإِنَّهُ مَا لم يطلّ بِهِ الزَّمَان لَا يكون لَهُ كَبِير طول وَلَا يزِيد على ذِرَاع لَا شَيْئا قَلِيلا وَكَثِيرًا مَا يكون أَصْغَر مِنْهُ وَأما إِذا طَال فكثيرا مَا يكون الْإِنْسَان فِيهِ أشهرا وَيكون طَويلا جدا.