مرَّتَيْنِ ولبسوا على النَّاس

وَحكى أَن رجلا أوصى إِلَى رجل وَسلم إِلَيْهِ كيسا فِيهِ ألف دِينَار وَقَالَ إِذا كبر وَلَدي فادفع إِلَيْهِ مَا تحبه فَلَمَّا كبر دفع إِلَيْهِ الْكيس وَأمْسك المَال فَلم يجد الصَّبِي مخرجا فجَاء إِلَى الإِمَام وقص عَلَيْهِ فَدَعَا الْوَصِيّ وَقَالَ لَهُ ادْفَعْ الْألف لِأَنَّك أَمْسَكت المَال وَالرجل إِنَّمَا يمسك مَا يحب وَيُعْطِي مَا لَا يحب

وَكَانَ الإِمَام إِذا شكلت عَلَيْهِ مسئلة قَالَ لأَصْحَابه مَا هَذَا إِلَّا لذنب أحدثته وَكَانَ يسْتَغْفر وَرُبمَا قَامَ وَصلى فتنكشف لَهُ المسئلة وَيَقُول رَجَوْت أَنِّي تيب عَليّ فَبلغ ذَلِك فُضَيْل بن عِيَاض فَبكى بكاء شَدِيدا ثمَّ قَالَ ذَلِك لقلَّة ذَنْب فَأَما غَيره فَلَا يتَنَبَّه لهَذَا قلت وَلَعَلَّ الشَّافِعِي من هُنَا قَالَ شعر ... شَكَوْت إِلَى وَكِيع سوء حفظي ... فأوصى لي إِلَى ترك الْمعاصِي

فَإِن الْحِفْظ فضل من إِلَه ... وَفضل الله لَا يعْطى لعاص ... ووكيع هَذَا كَانَ أستاذ الإِمَام الشَّافِعِي وَقد قَالَ الإِمَام لداود والطائي أَنْت تتخلى لِلْعِبَادَةِ وَقَالَ لأبي يُوسُف أَنَّك تميل إِلَى الدُّنْيَا وَقَالَ لكل وَاحِد من تلامذته كلَاما وَكَانَ كَمَا قَالَه وَهَذَا من الْكَرَامَة والفراسة وَكَانَ يَقُول ذُو الشّرف أتم عقلا من غَيره قلت وَلَعَلَّ مأخذه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام إِذا فقهوا

وَذكر أَبُو الْعَلَاء الْهَمدَانِي عَن أبي الْقَاسِم يُوسُف بن عَليّ الْيَشْكُرِي صَاحب الْكَامِل فى علم القرآءة مرض أَبُو يُوسُف فَقيل أَنه قضى قَالَ الإِمَام لَا قيل من أَيْن علمت قَالَ أَنه خدم الْعلم فَلم يجتن ثماره لَا يَمُوت وَكَانَ كَمَا قَالَ حَتَّى روى أَنه كَانَ لَهُ يَوْم مَاتَ سبع مائَة ركاب ذهبية

وَذكر الإِمَام أَبُو الْقَاسِم بن عَليّ الرَّازِيّ قَالَ احْتَاجَ الإِمَام إِلَى المَاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015