أَخطَأ إِلَّا الْحسن قَالَ الإِمَام كلنا أَخطَأ إِلَّا الْحسن فَلَو شَاءَ أَن يُقيم قولا لأقامه وَيبْطل قولي لأبطله لكنه مَنعه زهده وتقواه وَكَانَ الْحسن بعد ذَلِك يمدحه وفى رِوَايَة سهل بن مُزَاحم وَتكلم الْعلمَاء وَتكلم الإِمَام فَقَالَ الْعلمَاء كلهم القَوْل قَوْله فَقَالَ لَهُ الْأَمِير اكْتُبْ فَقَالَ الْحق مَا قَالَه الْحسن فازداد النَّاس إعتقادا فِيهِ
وَعَن النَّضر بن مُحَمَّد الرقي قَالَ لَقيته بِبَغْدَاد وَأَنا أُرِيد الْكُوفَة فَقَالَ قل لإبني حَمَّاد قوتي فى الشَّهْر دِرْهَمَانِ من سويق وَقد حَبسته عني فعجله إِلَيّ وَكَانَ فى تِلْكَ الْأَيَّام حَبسه الْمَنْصُور للْقَضَاء بِبَغْدَاد وَكَانَ لَا يَأْكُل من طَعَامه بل يوتي لَهُ بالسويق من الْكُوفَة
وَعنهُ أَن الإِمَام نهي عَن الْإِفْتَاء وَكَانَ ابْنه يسْأَل عَنهُ فى الْخلْوَة شَيْئا فَلَا يجِيبه فَقَالَ حَمَّاد أَنْت بمَكَان لَا يراك فِيهِ أحد فَقَالَ أَخَاف أَن يسألني السُّلْطَان هَل أَفْتيت فَأَخَاف أَن أَقُول لَا
وَعَن الإِمَام أَحْمد أَنه ذكره فَقَالَ كَانَ زاهدا ورعا ضرب على الْقَضَاء إِحْدَى وَعشْرين سَوْطًا فَأبى
وَعَن الْمُبَارك أَرَادَ الإِمَام أَن يَشْتَرِي جَارِيَة فَشَاور عشر سِنِين من أَي جنس يَشْتَرِيهَا وَوَقعت أَغْنَام من الْغَارة فى الْكُوفَة فَسَأَلَ عَن مُدَّة حَيَاة الْغنم فَقيل سبع سِنِين فَمَا أكل اللَّحْم سبع سِنِين وَنعم مَا قيل فِيهِ شعر ... حسبي مديح أبي حنيفَة أَنه ... أَسد الْعُلُوم وغابة الأقلام
قد كَانَ فى شَأْن التورع غَايَة ... تكبو وَرَاء بُلُوغهَا الأوهام
للزهد لم يقبل حَلَالا طيبا ... فَمَتَى يساق إِلَى حماه حرَام ...