وَكَانَ يَقُول الشّعْر فَمَا كتب بِهِ إِلَى الْملك الْمُعظم وَقد أعرض عَنهُ لأمر شعر ... إِذا نَحن أَذْنَبْنَا وَلم تَكُ غافرا ... لنا وَمَقِيلا إِن عثرنا فَمن لنا
أأرجوا سواك الْيَوْم فى النَّاس منعما ... عجزت وضاق الْعُمر عَن دَرك المنا
لقد بلغ الْإِعْرَاض مني مبلغا ... يقصر عَنهُ المشرفيه والقنا
فَإِن لم نَكُنْ أَهلا لفعل جميلَة ... فَكُن أَنْت أَهلا للجميل ومحسنا ...
204 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن قَاضِي الْقُضَاة الناصحي إِمَام الْحَنَفِيَّة فِي وقته أَبُو بكر من أهل نيسابور تقدم وَلَده أَحْمد ووالده عبد الله وَمُحَمّد هَذَا كَانَ قَاضِيا بنيسابور وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مناظرا جدلا قيمًا عَالما لَهُ يَد فى علم الْكَلَام وَحفظ وافر من الْأَدَب ويحفظ أشعارا كَثِيرَة وَكَانَ يذهب إِلَى الإعتزال روى عَن أبي بكر أَحْمد بن الْحسن الْحَرْبِيّ وَأبي إِبْرَاهِيم بن إِسْمَعِيل بن إِبْرَاهِيم النصرأبادي قدم بَغْدَاد حَاجا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة مُحدث بهَا روى عَنهُ من اهل عبد الْوَهَّاب الانماطي وَأَبُو بكر الزَّاغُونِيّ قَالَ عبد الغافر الْفَارِسِي نَاظر الْكِبَار شاهدت مِنْهُ كلَاما فى مسَائِل مَعَ أبي الْمَعَالِي الجوبني وَكَانَ أَبُو الْمَعَالِي يثني عَلَيْهِ وعَلى كَلَامه يحسن إِيرَاده وَقُوَّة فهمه بَقِي على قَضَاء نيسابور إِلَى أَن شكى من مديد أَصْحَابه إِلَى الْأَمْوَال فصرف عَن قَضَاء نيسابور إِلَى الرّيّ وَولى قضاءها وَقيل مَاتَ على فراسخ من أَصْبَهَان قَاصِدا إِلَى الرّيّ فَحمل إِلَى أَصْبَهَان فَدفن بهَا يَوْم السبت غرَّة رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَذكر يحيى بن مندة أَنه توفّي بطرِيق الرّيّ وَحمل تابوته إِلَى نيسابور قَالَ السَّمْعَانِيّ سَمِعت عبد الْوَهَّاب