بَيت مَشْهُور فِيهِ كَثْرَة علما وفضلا وَقَالَ السَّمْعَانِيّ فى تَرْجَمَة النوحي نِسْبَة إِلَى الْجد وَذكر إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم إِلَى أَن قَالَ وأخوته أهل بَيت كلهم يُقَال لَهُم النوحي وهم عُلَمَاء وفضلاء وَقَالَ ابْن خلكان فى تَارِيخه فى تَرْجَمَة الْمعز ابْن باديس وَكَانَ مَذْهَب أبي حنيفَة رضى الله عَنهُ بإفريقية أظهر الْمذَاهب فَحمل الْمعز الْمَذْكُور جَمِيع أهل الْمغرب على التَّمَسُّك بِمذهب مَالك بن أنس رضى الله تَعَالَى عَنهُ وحسم مَادَّة الْخلاف فى الْمذَاهب وَاسْتمرّ الْحَال فى ذَلِك إِلَى الْآن قلت وَكَانَت ولادَة الْمعز بالمنصورية من أَعمال إفريقية سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَتوفى بالقيروان سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَبَيت الدامغانية فيهم كَثْرَة علما وفضلا
وَقد طلبت الْعلم وَنَفْسِي متشوقة إِلَى جمع كتاب أذكر فِيهِ طَبَقَات أَصْحَابنَا فيمنعني من ذَلِك الْعَجز عَن الْإِحَاطَة بِبَعْض هَذَا الجم الْغَفِير وتتبع الْكتب المصنفة فى ذَلِك فَأول من حثني على ذَلِك قَدِيما شَيخنَا الْعَلامَة قطب الدّين عبد الْكَرِيم وأمدني بتواريخ وتعاليق وفوائد عزيزة من فَوَائِد الإِمَام أبي الْعَلَاء البُخَارِيّ وانتفعت بِهِ نفعا كثيرا فى هَذَا الْبَاب مِمَّا جمعه وأرشدني إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ شَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة الْحجَّة الْأُسْتَاذ أَبُو الْحسن السبيكي وأمدني بكتب وفوائد تَارِيخ نيسابور للْحكم وَغَيره وتلقيت أَشْيَاء حَسَنَة من فِيهِ وأعظمهم عَليّ منَّة فى ذَلِك وَأَكْثَرهم لي مدَدا شَيخنَا الْعَلامَة الأوحد الْأُسْتَاذ أَبُو الْحسن عَليّ المارديني وَكنت فى كل وَقت أعرض عَلَيْهِ مَا وَقع لي من التراجم ويرشدني إِلَى أَشْيَاء حَسَنَة ثمَّ خَلفه فى ذَلِك الْخلف الصَّالح وَلَده الإِمَام جمال الدّين قَاضِي قُضَاة الحنيفة ومحدثها رَحمَه الله ورحم سلفه ونفع بِعُلُومِهِ وبركته وَأَنا أسأَل الله الْعَظِيم إتْمَام مَا قصدته آمين