لَا يُحصونَ وَأَبُو نصر القَاضِي من أَصْحَابنَا يُقَال أَنه لما اسْتشْهد خلف بعده أَرْبَعِينَ رجلا من أَصْحَابه كل وَاحِد مِنْهُم من أَقْرَان أبي مَنْصُور الماتريدي وَأَصْحَاب الأعالي الَّذين رووها عَن أبي يُوسُف لَا يُحصونَ وَمن يُحْصى أَيْضا مَشَايِخ مَا وَرَاء النَّهر وَمن يُحْصى أَيْضا عُلَمَاء سَمَرْقَنْد من أَصْحَابنَا فقد ذكر فى الْبَقِيَّة من أَصْحَابنَا مِمَّن طَاف البلادان بِمَا كردين من بِلَاد سَمَرْقَنْد تربة يُقَال لَهَا تربة المجمدين دفن فِيهَا أَكثر من أَربع مائَة نفس كل وَاحِد مِنْهُم يُقَال لَهُ مُحَمَّد صنف وَأفْتى وَأخذ عَنهُ الجم الْغَفِير وَزَاد فى غَيره أَن كل وَاحِد مِنْهُم يُسمى بِمُحَمد بن مُحَمَّد جمعهم أهل سَمَرْقَنْد بِهَذِهِ التربة
وَلما مَاتَ الإِمَام الْجَلِيل صَاحب الْهِدَايَة حملوه إِلَى هَذِه التربة وَأَرَادُوا دَفنه بهَا فمنعوا من ذَلِك فَدفن بِالْقربِ مِنْهَا ومقبرة الصُّدُور مَعْرُوفَة بِظَاهِر بَاب كلاباذ فِيهَا أُمَم لَا يُحصونَ من الْحَنَفِيَّة وَكَذَلِكَ مَقْبرَة الْقُضَاة التِّسْعَة قريبَة من بُخَارى فِيهَا أُمَم لَا يُحصونَ وأحدهم أَبُو زيد الدبوسي وفى شونيز مَقْبرَة تعرف بمقبرة أَصْحَاب أَبى حنيفَة فِيهَا خلق لَا يُحصونَ وَمن يحصي بيُوت الدامغانية والصاعدية فقد ذكر صاعد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْعَلَاء عماد الْإِسْلَام فى كتاب الِاعْتِقَاد لَهُ عَن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب أَنه أَشَارَ إِلَى قصرهم الْعَتِيق بِالْبَصْرَةِ وَقَالَ قد خرج من هَذَا الدَّار سَبْعُونَ قَاضِيا على مَذْهَب أبي حنيفَة رضى الله عَنهُ وَسَيَأْتِي فى تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد تولى الْقَضَاء أَيْضا من بَيت قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله الدَّامغَانِي جمَاعَة لَا يُحصونَ سترى مِنْهُم خلق فى هَذَا الْمَجْمُوع إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَرَأَيْت مصنفا ضخما للهمداني من أَصْحَابنَا ذكر فِيهِ أَصْحَاب أبي عبد الله الدَّامغَانِي وَالْإِمَام الصَّيْمَرِيّ الَّذين أخذُوا عَنْهُمَا وَبَيت الصغارية بَيت مَشْهُور بِالْعلمِ وَالْقَضَاء والزهد وَبَيت التَّوْجِيه أَيْضا