لَا يدل على نفي مَا عداهُ وَهَذَا الأَصْل ممهد يعرفهُ أهل الْعلم والدراية هَذِه الْجُمْلَة من النُّسْخَة الَّتِى كتبهَا وألفها أستاذ الْعلمَاء مَوْلَانَا شمس الْحق وَالدّين قدس الله سره الْعَزِيز إِلَّا أَنه كَانَ هُنَا بِالْفَارِسِيَّةِ وَإِنِّي كتبتها بِالْعَرَبِيَّةِ فَقَط
الأولى طبقَة الْمُجْتَهدين فِي الشَّرْع كالأئمة الْأَرْبَعَة وَمن سلك مسلكهم فِي تأسيس قَوَاعِد الْأُصُول واستنباط أَحْكَام الْفُرُوع من الْأَدِلَّة الْأَرْبَعَة الْكتاب وَالسّنة وَالْإِجْمَاع وَالْقِيَاس على حسب تِلْكَ الْقَوَاعِد من غير تَقْلِيد لأحد فِي الْفُرُوع وَلَا فِي الْأُصُول
وَالثَّانيَِة طبقَة الْمُجْتَهدين فِي الْمَذْهَب كَأبي يُوسُف وَمُحَمّد وَسَائِر أَصْحَاب أبي حنيفَة رَحمَه الله القادرين على اسْتِخْرَاج الْأَحْكَام عَن الْأَدِلَّة الْمَذْكُورَة على مُقْتَضى الْقَوَاعِد الَّتِى قررها أستاذهم أَبُو حنيفَة رَحمَه الله فَإِنَّهُم وَإِن خالفوه فِي بعض أَحْكَام الْفُرُوع لكِنهمْ يقلدونه فِي قَوَاعِد الْأُصُول وَبِه يمتزون عَن المعارضين فِي الْمَذْهَب ويفارقونهم كالشافعي ونظرائه الْمُخَالفين لأبي حنيفَة رَحمَه الله فِي الْأَحْكَام غير مقلدين لَهُ فِي الْأُصُول
وَالثَّالِثَة طبقَة الْمُجْتَهدين فِي الْمسَائِل الَّتِى لَا رِوَايَة فِيهَا عَن صَاحب الْمَذْهَب كالخصاف وَأبي جَعْفَر الطَّحَاوِيّ وَأبي الْحسن الْكَرْخِي وشمس الْأَئِمَّة الْحلْوانِي وشمس الْأَئِمَّة السَّرخسِيّ وفخر الْإِسْلَام الْبَزْدَوِيّ وفخر الدّين قاصنيخان وأمثالهم فَإِنَّهُم لَا يقدرُونَ على الْمُخَالفَة للشَّيْخ لَا فِي الْأُصُول وَلَا فِي الْفُرُوع لكِنهمْ يستنبطون الْأَحْكَام فِي مسئلة لَا نَص فِيهَا على حسب أصُول قررها وَمُقْتَضى قَوَاعِد بسطها