وَلَا يفقدك حَيْثُ أَمرك واستحى من الله تَعَالَى فى قربه إِلَيْك وَقدرته عَلَيْك
وَعَن أبي الرّبيع الْأَعْرَج وَقَالَ أَوْصَانِي قَالَ صم الدَّهْر وَليكن إفطارك لَهُ الْمَوْت وفر من النَّاس فرارك من الْأسد غير تَارِك لجماعتهم وَلَا مفارق لسننهم
وَذكر الْحلَبِي أطول من هَذَا وَقَالَ قَالَ الْأَعْرَج أَقمت على بَابه ثَلَاثَة أَيَّام لَا أصل إِلَيْهِ فَإِذا سمع النداء خرج وَإِذا سلم الإِمَام قَامَ وَدخل منزله فَصليت فى مَسْجِد آخر ثمَّ جِئْت فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَاف قلت ضيف قَالَ إِن كنت ضيفا فَادْخُلْ فَدخلت عَلَيْهِ فَمَكثت ثَلَاثَة أَيَّام لَا يكلمني فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث قلت جِئْت من وَاسِط إِلَيْك أُرِيد أَن تزودني فَقَالَ صم الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَة قلت زِدْنِي قَالَ فر من النَّاس فرارك من الْأسد قلت زِدْنِي فَقَامَ إِلَى محرابه وَقَالَ الله أكبر
وَذكر الديلمي أَنه سُئِلَ عَن حَدِيث فَقَالَ دَعْنِي فَإِنِّي أبادر خُرُوج نَفسِي وَكَانَ الثَّوْريّ إِذا ذكره قَالَ أبْصر أمره قَالَ ابْن الْمُبَارك وَهل الْأَمر إِلَّا مَا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ
وَعَن يحيى الْحمانِي وَقد سَأَلَهُ عَن الدَّهْر قَالَ إِنَّمَا هى أيامك فَانْظُر بِمَاذَا تقطعها
وَمن كَلَامه أَن الْعلم الْعَمَل فَإِذا فني الْعُمر فى الْآلَة مَتى تعْمل
وَرُوِيَ أَنه كَانَ يحضر مجْلِس الإِمَام سنة لَا يتَكَلَّم حَيْثُ أَرَادَ أَن يجرب نَفسه أَنه يقدر على الْعُزْلَة ثمَّ تخلى لِلْعِبَادَةِ
وَأَتَاهُ الفضيل بن عِيَاض يعودهُ فَقَالَ لَهُ أقلل من زيارتنا فَإِنِّي خليت النَّاس فَجَاءَهُ يَوْمًا وَلم يفتح لَهُ الْبَاب فَقعدَ فُضَيْل يبكي فى الْخَارِج وَدَاوُد فى الدَّاخِل فَقَالَ لَهُ دلَّنِي على رجل أَجْلِس إِلَيْهِ قَالَ تِلْكَ ضَالَّة لَا تُوجد
وَقَالَ لَهُ الْحَارِث بن إِدْرِيس عظني قَالَ عَسْكَر الْمَوْتَى ينتظرونك
وَقَالَ صَدَقَة الزَّاهِد خرج مَعنا فى جَنَازَة بِالْكُوفَةِ فَقعدَ فى نَاحيَة فَجَلَسَ