أَصْحَابه وَمن تبعه وَكَانَ على مذْهبه إِلَى يَوْم الْجَزَاء على مَا روى عَنهُ ذَلِك الْأَئِمَّة الثِّقَات من أَصْحَابه النبلاء يَا رب وعبيدك ومسكينك جَامع هَذَا الْكتاب لَا تَجْعَلهُ من الأشقياء واغفر لَهُ ولوالديه وَلِلْمُؤْمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات واجعلنا أَجْمَعِينَ من السُّعَدَاء
وَبعد فقد قَالَ الله الْعَظِيم فى كِتَابه الْكَرِيم {أَلا بِذكر الله تطمئِن الْقُلُوب} قَالَ جمَاعَة من السّلف هُوَ ذكر أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا حصل لَهُم هَذَا الشّرف من وُجُوه أعظمها رُؤْيَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلِهَذَا اخْتلف فى حد الصَّحَابِيّ على مَا عرف الثَّانِي مَا اكتسبوه من الْعلم الثَّالِث حسن الإتباع لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى غير ذَلِك من الْوُجُوه وَلما كَانَ ذَلِك كَذَلِك فالتابعون مشاركون لَهُم فى ذَلِك فَكَانَ ذكرهم تطمئِن بِهِ الْقُلُوب وَكَذَلِكَ من بعدهمْ مِمَّن تَبِعَهُمْ بِإِحْسَان إِلَى يَوْم الدّين وَقد رَأَيْت مَقَاصِد الْعلمَاء مُخْتَلفَة فى ذكرهم فَمنهمْ من أفرد الصَّحَابَة بِالْجمعِ كَأبي عمر ابْن عبد الْبر وَغَيره وَمِنْهُم من أفرد التَّابِعين على طبقاتهم كالواقدي وَغَيره وَمِنْهُم من أفرد الزهاد كَأبي عبد الرَّحْمَن السلمى وَغَيره وأرباب الْمذَاهب المتبوعة كل مِنْهُم أفرد أَصْحَاب امام مذْهبه وَلَو أر أحدا تتبع طَبَقَات أَصْحَابنَا وهم أُمَم لَا يُحصونَ فقد ذكر فى كتاب التَّعْلِيم أَنه روى عَن أبي حنيفَة رضى الله عَنهُ وَنقل مذْهبه نَحْو من أَرْبَعَة آلَاف نفر وَلَا بُد من أَن يكون لكل وَاحِد مِنْهُم أَصْحَاب وهلم جرا وَهَذَا السَّمْعَانِيّ يَقُول أَن بِخَبَر أبي خزى من بُخَارى خلقا من أَصْحَاب أبي حَفْص الْكَبِير لَا يُحصونَ وَهَذَا فى قَرْيَة من قرى بُخَارى وَقَالَ أَيْضا فى تَرْجَمَة أبي حَفْص الْكَبِير روى عَنهُ خلق لَا يُحصونَ وَقَالَ أَيْضا فى تَرْجَمَة الْقَدُورِيّ رَحمَه الله صنف الْمُخْتَصر الْمَشْهُور قَالَ فنفع الله بِهِ خلقا