الدولة وهو ابن أكثم، أنه قال: قد أردت أن يأمره الخليفة أن يكفر عن يمينه، ويحدث. فسمعت أبا عبد اللَّه يقول لرجل من قبل صاحب الكلام: لو ضربت ظهري بالسياط، ما حدثت.
"سير أعلام النبلاء" 11/ 310
قال صالح: وجاء رسول المتوكل إلى أبي يقول: لو سلم أحد من الناس سلمت، رفع رجل إلى وقت كذا أن عَلويا قدم من خراسان، وأنك وجهت إليه بمن يلقاه، وقد حبست الرجل وأردت ضربه وكرهت أن تغتم، فمر فيه. فقال: هذا باطل، تخلي سبيله.
قال: وكان رسول المتوكل يأتي أبي يبلغه السلام ويسأله عن حاله فنسر نحن بذلك، وتأخذه نفضة حتى ندثره. ويقول: واللَّه لو أن نفسي في يدي لأرسلتها، ويضم أصابعه ويفتحها.
"السيرة" لصالح ص 111
قال صالح: وقدم المتوكل فنزل الشماسية يريد المدائن. فقال أبي: يا صالح أحب ألا تذهب اليوم ولا تنبه علي. فلما كان بعد يوم، وأنا قاعد خارجًا وكان يومًا مطيرًا إذا يحيى بن خاقان قد جاء والمطر عليه في موكب عظيم فقال: سبحان اللَّه لم تصل إلينا حتى تبلغ أمير المؤمنين عن شيخك حتى وجَّه بي. ثم نزل خارج الزقاق فجهدت به أن يدخل على الدابة فلم يفعل، فجعل يخوض في المطر، فلما صار إلى الباب نزع جرموقه، وكان على خفه ودخل، وأبي في الزاوية قاعد عليه كساء مرقع وعمامة، والستر الذي على باب البيت قطعة خيش، فسلم عليه وقبل جبهته وسأله عن حاله. وقال: أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول: كيف أنت في نفسك، وكيف حالك؟ قد أنست بقربك، ويسألك أن تدعو له.