قال أبو داود: كتب المتوكل إلى خليفته أن يحمل أحمد إليه، فحمل إليه، فلما قدم أحمد أمر أن يفرغ له قصر ويبسط له فيه ويجري على مائدته كل يوم كذا وكذا، وأراد أن يسمع ولده الحديث فأبى أحمد ولم يجلس على بساطه، ولم ينظر إلى مائدته وكان صائما، فإذا كان عند الإفطار أمر رفيقه الذي معه أن يشتري له ماء الباقلاء فيفطر عليه، فبقي أياما على هذِه الحال، وكان علي بن الجهم من أهل السنة حسن الرأي في أحمد، فكلم أمير المؤمنين فيه وقال: هذا رجل زاهد لا ينتفع به، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن له؟ ففعل. ورجع أحمد إلى منزله.

"المناقب" لابن الجوزي ص 457، "الجوهر المحصل" ص 47

قال عبد اللَّه: سمعت أبي سنة سبع وثلاثين ومائتين يقول: قد استخرت اللَّه أن لا أحدث حديثا على تمامه أبدا، ثم قال: إن اللَّه يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]، وإني أعاهد اللَّه أن لا أحدث بحديث على تمامه أبدا، ثم قال: ولا لك، وإن كنت تشتهي. فقلت له بعد ذلك بأشهر: أليس يروى عن شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن ابن عباس قال: العهد يمين؟

قال: نعم. ثم سكت، فظننت أنه سيكفر. فلما كان بعد أيام، قلت له في ذلك، فلم ينشط للكفارة، ثم لم أسمعه يحدث بحديث على تمامه.

"سير أعلام النبلاء" 11/ 309 - 310

قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه في العسكر، يقول لولده: قال اللَّه تعالى: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} أتدرون ما العقود؟ إنما هو العهود، وإني أعاهد اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، ثم قال: واللَّه، واللَّه، واللَّه، وعلي عهد اللَّه وميثاقه ألا حدثت بحديث لقريب ولا لبعيد حديثا تاما، حتى ألقى اللَّه، ثم التفت إلى ولده، وقال: وإن كان هذا يشتهي منه ما يشتهي، ثم بلغه عن رجل من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015