أولئك على هذه الألفاظ طيلة أعمارهم.

وهنا يُقال: إن ذكر الله محمود دائمًا، وصاحبه مأجور، وقد جعل الله الذكر سببًا لطمأنينة القلوب: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. وقد حث النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمته على كثرة الذكر فقال لأحدهم: "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله" (?).

لكن مع هذا كله، فأفضل الذكر ما كان موافقًا لهدي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مكانًا وزمانًا، لأنه قدوتنا وأسوتنا {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

وبناء على ما سبق فيقال: كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثًا، ثم قال: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام" وفي لفظ: "ذا الجلال والإكرام".

أما الاستغفار فقد وصفه راويه الإمام الأوزاعي بقوله: أستغفر الله، أستغفر الله. (مسلم 1/ص 414).

- بعض الناس إذا انصرف من صلاته وقال الدعاء المأثور عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللهم أنت السلام منك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" يزيد في آخره: "وإليك يعود السلام أو وإليك السلام".

وقد أجابت اللجنة الدائمة عن ذلك، وجاء في جوابها: أن الأصل في الأذكار وسائر العبادات الوقوف عند ما ورد من عبارتها وكيفياتها فلا ينقص منها ولا يزاد عليها ولا يغير في كيفياتها، والذي ثبت في كتب السنة من الذكر بهذه الصيغة: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" (?).

وفي راوية: "تباركت ذا الجلال والإكرام". سنن البيهقي الكبرى.

- بعض الناس يرفع صوته بالصلاة على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إذا فرغ من الصلاة فريضة كانت أو نافلة، وبعضهم يخص ذلك بصلاة الفجر.

وفي جواب للجنة الإفتاء:

الأصل في العبادات التوقيف، فلا يجوز لأحد أن يتعبد بما لم يشرعه الله لقوله سبحانه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21].

ولقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". رواه البخاري ومسلم.

وفي لفظ مسلم: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد".

والصلاة والسلام على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من أفضل العبادات ولكنها بالهيئة وبالطريقة التي ذكرت في السؤال لم يعملها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا خلفاؤه الراشدون ولا بقية أصحابه -رضي الله عنهم- بعد صلاتهم لا الفجر ولا غيرها، والخير كله في اتباعهم.

وبذلك يعلم أن هذا العمل بدعة، فلا يجوز فعله ولا المشاركة فيه (?). اهـ مختصرًا.

- ومما يتعلق بالمرضى: أن بعضهم إذا عجز عن الوضوء والتيمم ترك الصلاة، ويقول: أصلي بعد ما يعافيني الله؛ لأنه يظن أن الصلاة والحالة هذه لا تجوز في حقه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015