قال الشيخ ابن عثيمين: كثير من المرضى لا يستطيعون الوضوء، وليس عندهم تراب، ولا يستطعون التيمم، وربما على ثيابهم نجاسة، فتجد الواحد منهم يقول: أصبر حتى يعافيني الله عز وجل، وأتوضأ وأغسل ثيابي وما أشبه ذلك.

نقول لهذا: إن تأخير الصلاة حرام عليك، وما يدريك فلعلك تموت من هذا المرض قبل أن تصلي؟

فالواجب أن تُصلي على حسب حالك ولو كان عليك نجاسة لا تستطيع إزالتها، ولو لم يكن عندك ماء تتوضأ به ولا يمكن أن تتيمم (?).

- ومن الأمور التي يقع فيها بعض الناس: أمر الوسوسة -عافانا الله وإياكم- ونظرًا لخطورة هذا الأمر على صلاة المسلم وعظم أثره على نفسية المسلم أحببتُ أن أنقل كلامًا لأهل العلم حول هذا المبحث.

وقد ساق ذلك كله الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى- في جواب سؤال عن هذا الأمر.

قال -رحمه الله تعالى-: وأما السؤال عن الوسوسة في الصلاة هل كانت موجودة في عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أم لا؟ وهل تبطل الصلاة؟ وهل يعتبر ما يوحيه الشيطان إلى المبتلى بها من أن الذهاب إلى المساجد رياء؟ هل يعتبر مبررًا للتخلف عن الجماعة؟ وكيف التوصل إلى الخلاص من الوسوسة في الصلاة؟

فالجواب عنه: من ناحية وجود الوسوسة في الصلاة وعدم وجودها في عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنها بالوصف الذي ذكرته في خطابك لم توجد في عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا في عهد أصحابه -رضي الله عنهم-، كما صرح به الإمامان موفق الدين بن قدامة في كتابه "ذم الموسوسين" وشيخ الإسلام ابن تيمية في ما روى عنه تلميذه ابن القيم.

وأما السؤال عن الوسوسة هل تبطل الصلاة؟

فالجواب عنه: أن منها ما يُفسد الصلاة، قال ابن قدامة في "ذم الموسوسين": من أصناف الوسواس ما يُفسد الصلاة مثل تكرير بعض الكلمات، كقوله في التحيات: أت أت التحي التحي، وفي السلام: أس أس السلام. وفي التكبير: أكككبر. وفي إياك: إياككك.

فهذا تكرير الكلمات غير معاني القراءة. وأخرج اللفظ عن وضعه من غير ضرورة، فهذا الظاهر بطلان الصلاة به، وربما كان إمامًا فأفسد صلاة المأمومين، وصارت الصلاة التي هي أكبر الطاعات أعظم إبعادًا له عن الله من الكبائر، وما كان من ذلك لا يبطل الصلاة فهو مكروه، وإخراج القراءة عن كونها على الوجه المشروع عدول عن السنة، ورغبة عن طريق رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وصحابته.

وربما رفع صوته بذلك فآذى سامعيه وأغرى الناس بذمه والوقيعة فيه، وجمع على نفسه طاعة إبليس، ومُخالفة السنة، وارتكاب شر الأمور ومُحدثاتها، وتعذيب نفسه، وإضاعة الوقت، وآذى نفسه، وآذى المصلين، وهتك عرضه. انتهى المراد منه.

وأما السؤال عن اعتبار ما يوحيه الشيطان إلى بعض المبتلين بالوسوسة من أن الصلاة في الجماعة رياء؟

فالجواب عنه: أن ذلك لا يجوز اعتباره، ولا يُبيح التخلف عن الجماعة، بل إنما هو من دعوة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015