وأتاه حاجبه وقال: يا أمير المؤمنين، إن الناس يتحدثون أنك أنفقت الأموال في غير حقها فنادى: "الصلاة جامعة". وكان هذا النداء بمثابة دعوة للناس إلى اجتماع شعبي طارئ، فاجتمعوا في المسجد، فقال لهم، لقد أبلغني حرسي أنكم تقولون: إن الوليد أنفق الأموال في غير حقها، ألا يا عمر بن مهاجر (وكان أمين الخزانة) قم فأحضر ما لديك من الأموال في بيت المال. فأتت البغال تدخل بالمال ويصب على الأقطاع، حتى إن من كان في جهة الشمال لم يُبصر مَن كان في جهة القبلة. قال: الموازين! فأتت الموازين، فوُزن المال وأحصي فوجدوا أن في بيت المال من المدّخر ما يقوم بنفقات الدولة سنين.
وكُتب تاريخ المسجد على صفائح مذهبة فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم. لا تأخذه سنة ولا نوم. له ما في السموات وما في الأرض. منذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه. يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم. ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء. وسع كُرسيه السموات والأرض ولا يَؤوده حفظهما وهو العلي العظيم.
لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، لا نعبد إلا إياه، ربنا الله وحده وديننا الإسلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أمر ببنيان هذا المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله الوليد أمير المؤمنين في ذي القعدة من سنة ست وثمانين".
ولما كانت خلافة عمر بن عبد العزيز، ورأى النصارى عدله وسيرته، وحكمه يرد مدينة سمرقند إلى أهلها لما جاؤوا ببيّنةٍ على أنها فُتحت