بسم الله الرحمن الرحيم
الجامع الأموي
في دمشق
وصف وتأريخ
بقلم
علي الطنطاوي
كتبت مقدمة الطبعة الأولى في دمشق سنة 1960، ومكتبتي أمامي وأوراقي تحت يدي. وأكتب هذه المقدمة في مكة المكرمة سنة 1989 وقد بَعُدت المكتبة عني، وضاعت الأوراق مني، والدرج الذي أودعته أخبار الأموي لم أعد أعرف ما فعل الله به، ولا بما كان فيه من أوراق، ولم أعد أستطع أن أعوضه. ومن أين لي أن أن أعود إلى الكتب التي طالعتها، والسنين الطويلة التي أمضيتها أتتبع أخبار الأموي من صفحات الكتب ومن أفواه العلماء، وكلما وجدت خبراً نقلته وذكرت من أين أخذته، أو ممن سمعته. ولعلها موعظة جاءتني من الله، إذ آثرتُ مصلحتي على مصلحة المسلمين، وضننتُ بما اهتديت إليه على الناس، وخفت أن يأخذوا المصادر التي جمعتها ولا ينسبوها إليّ ... وكنت أؤمل أن أجعل منها كتاباً كبيراً عن الأموي، فضاع الأمل. ولم يبقَ إلا هذا المختصر.
أسأل الله أن ينفع به، وأن يثيب كاتبه وناشره عليه.
مكة المكرمة
03/ 05/1409 هـ
01/ 01/1989 م