غدراً (?)، طمعوا في استرجاع الكنيسة، ورفعوا دعواهم إليه وأدلوا بالمعاهدة الى شرطت لهم ألا تهدم كنائسهم، ولا تسكن، فكلمهم وحاول إرضاءهم ودفع لهم مئة ألف دينار أي نحو مليوني درهم. فأبوا. فأمر بأن تُعاد إليهم الكنيسة. وكلف محمد بن سويد القهري بهذه المهمة فأكبر ذلك محمد وأكبره الناس، وقالوا: كيف تدفع إليهم مسجدنا بعدما صلينا فيه وقرأنا فيُهدم فيعاد كنيسة؟.
فقال رجل منهم: ارفعوا دعوى (مقابلة) إلى أمير المؤمنين، بأننا نتمسك بالمعاهدة، والمعاهدة تحمي كنائسهم التي كانت حين الفتح، ولكنها تمنعهم أن يُحدثوا غيرها، وقد أحدثوا بعد الفتح سبع كنائس ما لهم فيها حق، وعليهم بحكم المعاهدة أن يهدموها. فإن أحبّوا فإنا نعطيهم الكنيسة التي صارت مسجداً، ونهدم كل ما أحدثوا من كنائس، وإن شاؤوا تُركت لهم كل كنيسة أحدثوها، ونجعل للمعاهدة ملحقاً نعترف لهم بها، فاستمهلوا، ثم قبلوا بذلك، وتنازلوا عن دعواهم.
ثم نظر عمر إلى هذه الزينة وهذه الزخارف، فعزم على إبطالها، لأن كل ذلك مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في بناء المساجد، والإسلام يكره زخرفة المساجد، والسرف في بنائها، لئلا تشغل المصلين بروعة بنائها عن مراقبة ربهم، وحسن التوجّه إليه، وكل ما نرى في المساجد الآن من الزخرف والفن والنقوش والتعالي في البنيان والتزيُّد من الفرش، كل ذلك مما رغب الإسلام عنه وكرهه، كما كره إقامة القبور فيها والكتابة على جدرانها.
ثم إن عمر بن عبد العزيز قال: لقد هممت أن أعمد إلى تلك الفسيفساء وذلك الرخام فأقلعه، وأجعل مكانه طوباً، وأنزع تلك