تقدم قل تداوله والانتفاع به فلذلك الكبر أعجز الطلبة عن اقتنائه وذلك التطويل جلأ الوراد عن فنآئه فصدق عليه المثل القائل إن من الحسن لشقوة *وهنا ملاحظة من عدة أوجه. أحدها أن قول الشارح وقد اطلعت منها على نسخة قديمة يقال إنها بخط المؤلف مشكل فإن عادة المؤلفين أن يكتبوا اسمآءهم في آخر تأليفهم واسم الشهر والسنة التي فرغوا فيها من التأليف فكيف خفى ذلك عليه وقول الشيخ نصر أنه ضرب على هذه الفقرة من المبيضة مع إثباتها في النسخة المطبوعة مشكل آخر. الثاني أن ابن منظور لم ينقل عن العباب والبارع والجامع وغيرها من الكتب التي ذكرها صاحب المصباح في آخر كتابه وهو غريب. الثالث أن صاحب القاموس لم يذكر ابن منظور في جملة المؤلفين ولا في جملة الفقهآء وهذا البحث يعاد في النقد الاخير مع زيادة بيان. الرابع أن المؤلفين الأقدمين كانوا يطلقون اسم افريقية على مملكة تونس فابن منظور إذا تونسي وقد عرفوه مرة بابن مكرم ومرة بابن المكرم من غير ضبط حركاتها. الخامس أن إهمال السيوطي لذكره غريب جدا إذ هو أولى بالذكر من الزبيدي الذي اختصر كتاب العين إذ لا مناسبة بين من يختصر كتابا وبين من يجمع خمسة كتب كبار في سفر واحد غير أن المحشى نسب القصور إلى السيوطي في غير هذا أيضا ونص عبارته أن السيوطي إنما ذكر المشاهير التي خطرت بباله وقت الوضع وإلا فأين البحور المواجة من الكتب اللغوية المتقدمة والمتأخرة ابن تهذيب اللغة وأين مجمل ابن فارس وأين الجامع للقزاز فقد قال أرباب الفن أنه ما ألف في اللغة أكبر منه ولا أجمع وأين كتاب المخصص لابن سيده فإنه كالمحكم أو أعظم وفيه ما ليس في المحكم من التصرفات الصرفيه والأنظار العربية وأين خلاصة المحكم ففيه الطم والرم واين لسان العرب الجامع الفذ وأين مصنفات أصحابنا الأندلسيين الأئمة غير ابن سيده كالزبيدي وابن السير والقرطبي صاحب المصباح وشيوخ ابن مالك وأبي حيان وغير ذلك من المصنفات والمصنفين الذين لا يدخلون تحت أين ولا يحصرهم ديوان اه, ثلت السيوطي رحمه الله ذكر التهذيب للأزهري والمجمل لابن فارس والجامع للقزاز فاعتراض المحشى في غير محله ولكن لم يذكر اللسان كما تقدم ولا المشوف ولا أساس البلاغة للزمخشري ولا المصباح المنير للفيومي ولا مجمع البحرين للصغاني مع أنه ذكر التكملة والعباب وهذا الكتاب جامع لعبارة الصحاح والتكملة مع حاشية وعلامة الأولى ص والثانية ت والثالثة ح

ومع بسط عبارة هذه الكتب التي تيسر لي مطالعتها لم أجد فيها ما وجدت في القاموس من وصف الأدوية والعقاقير وأسماء المحدثين والفقهاء وغير ذلك مما لم تكن العرب تعرف له عينا ولا أثرا حتى أن المصنف من شدة تهافته على ذكر الإعلام أهمل ألفاظ القرآن الكريم والحديث الشريف ففي مادة رحم أهمل الرحمن والرحيم واجتزأ عنهما بذكر محمد بن رحمويه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015