في باب النون صغانيان كورة عظيمة بما وراء النهر وإليها ينسب الإمام الحافظ في اللغة الحسن ابن محمد بن الحسن ذو التصانيف والنسبة صغاني وصاغاني معرب صغانيان

وأما لسان العرب فمؤلفه الإمام جمال الدين محمد بن جلال الدين مكرم بن نجيب الدين أبي الحسن الأنصاري الخزرجي الأفريقي نزيل مصر ولد في الحرم سنة 690 وسمع من ابن المقبر وغيره وروى عنه السبكي والذهبي وتوفى سنة 771 كذا في تاج العروس وزاد على أن قال وهو ثلاثون مجلدا التزم فيه جمع الصحاح والتهذيب والنهاية (لابن الأثير) والمحكم والجمهرة وامالي ابن برى وهو مادة شرحى هذا في غالب المواضع وقد اطلعت منها على نسخة قديمة يقال أنها بخط المؤلف وعلى أول جزء منها خط سيدنا الإمام جلال الدين السيوطي نفعنا الله به ذكر مولده ووفاته اه وفي الفوائد التي حررها العلامة المرحوم الشيخ نصر الهوريني في أول الصحاح المطبوع أن ما كتبه الشارح هنا كان في مسودته وضرب عليها بالمبيضة لأنه ذكر قبل عند تعداد الكتب التي كانت معه حال الشرح للقاموس أنه كان عنده نسخة من لسان العرب 28 مجلدا قال وهي المنقولة من مسودة المصنف في حياته اه ومن الغريب أن الإمام السيوطي لم يذكر صاحب اللسن في جملة الذين ألفوا في اللغة لا في أول المزهر ولا في الوفيات في آخره قال المحشى والعجب من الجلال كيف أغفل التنبيه على لسان العرب الذي عنى بجمعه العلامة أبو الفضل جمال الدين بن منظور الأفريقي الأنصاري فقد قيل أنه جمع فيه من التهذيب والصحاح وحواشيه والمحكم والجمهرة وغيرها وقالوا انه اشتمل على ثمانين ألف مادة وهو عجيب في نقوله وتهذيبه وتنقيحه وترتيبه إلا أنه قليل بالنسبة لغيره من المصنفات المتداولة وكان بعد الزمان الأول وزاحم عصره عصر المؤلف والله يرحم الجميع. قلت سبب قلته وعدم اشتهاره كبر حجمه فإنه كتاب لغة وفقه ونحو وصرف وشرح للحديث وتفسير للقرآن وتكرير تعاريفه فإن المادة التي تشتمل مثلا في القاموس على خمسين سطرا تراها فيه مشتملة على مائتين وخمسين سطرا لأنه يستقصي تعاريف الكتب المذكورة حتى تظن أنه كررها سهوا وذلك كقوله في كمل الكمال التمام كمل الشيء يكمل ويكمل وكمل كمالا وكمولا وتكمل ككمل وتكامل الشيء وأكملته أنا وأكملت الشيء أي كملته وأتممته وأكمله هو واستكمله وكمله أتمه إللى أن قال وكملت له عدد حقه تكميلا وتكملة والتكميل والاكمال الإتمام واستكمله استتمه وقس على ذلك وربما كان في تكريره تناقض كقوله في ملك وشهدنا أملاك فلان وملاكه وملاكه الاخيرتان عن اللحياني أي عقده مع امرأته ثم لم يلبث أن قال وجئنا من أملاكه ولا تقل من ملاكه فالعبارة الأولى من المحكم والثانية من الصحاح فكان ينبغي له أن يقول بعد الرواية الأولى وقال الجوهري ولا تقل من ملاكه وبالجملة فلسان العرب أعظم كتاب ألف في اللغة غير أنه لكبر حجمه كما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015