المعروف بين أئمة اللغة والاشتقاق ان الترتيب هو الاستقصاء في اللوم والمبالغة فيه مع العنف وهو الذي اشار اليه الراغب وغيره من حذاق اللغويين والمفسرين وعبارة الجوهرى ادل على المراد من كلام المصنف فانه قال والتثريب كالتأنيب والتعبير والاستقصاء في اللوم يقال لا تثريب عليك وهو من الثرب كالشغف من الشغاف. قلت لم يتعرض المحشى هنا لانتقاد قول المصنف وعيره بذنبه فانه صرح في باب الرآء بان عير لا يتعدى بالباء كما سيأتي. في ثعب فوه مجرى ثعابيب اى ماء صافي متمدد. قلت صوابه اى ماء صافيا متمددا وقد تقدم في اول الكتاب. في تركيب ثعلب واستشهاد الجوهرى بقوله. ارب يبول الثعلبان برأسه. غلط صريح وهو مسبوق فيه والثواب في البيت فتح الثاء لانه مثنى. قلت عبارة المحشى قوله واستشهاد الجوهرى الخ غلط صريح تحامل بالغ واعتراض غير صحيح اما اولا فلان الجوهرى لم يقله من عنده بل نقله عن الكسائى الذي هو معدود من ائمة هذا الشأن والناقل لا ينسب له غلط كما هو معروف في آداب البحث وظاهر كلامه بل صريحه انه هو المستشهد من عنده وليس كذلك وكذلك قوله بعد وهو مسبوق به (كذا) كأنه اطلع عليه لغيره وايد الغلط بكونه مسبوقا وهذا عيب على الجملة والتفصيل لا يليق بمن يدعى التحصيل الى ان قال وحكى الزمخشرى عن الجاحظ ان الرواية في البيت انما هى بالضم على انه ذكر الثعالب وصوبه شرف الدين الدمياطى وغيره من الحفاظ وردوا خلافه وبه تعلم ان قول المصنف الصواب غير صواب ويتضح لك عما رد به كلام الجوهرى الجواب. في خصب اخصبت العضاه جرى المآء فيها حتى اتصل بالعروق. قلت عبارة الشارح صوابه اخضبت بالضاد المعجمة. وصاحب اللسان اورده بالصاد والضاد وروى عن الازهرى ان الصاد تصحيف. في ذرب وكمنه احدّ. قلت عبارة الشارح هذا صريح في ان مضارعه ايضا مفتوح العين ولا قائل به والقياس ينافيه لانه غير حلقى اللام والعين كما هو مقرر في كتب التصريف والذى في لسان العرب وكتب الافعال والبغية لابى جعفر والمصباح للفيومى ذرب الحديدة ككتب يذربها ذربا احدّها. وقوله بعد ذلك والذربة بالكسر السليطة اللسان وهو ذرب والغدة ج كقرب. قال المحشى المعروف ان الكسر تخفيف وان الاصل امرأة ذربة بكسر الرآء كفرحة وقد ذكرهما الجوهرى معا واستدل للثانية بقول الراجز. اليك اشكو ذربة من الذرب. ولم يأت للاولى بشاهد لانها الاصل والمصنف ترك الاصل قصورا وجعل الفرع اصلا واقتصر عليه وقوله وهو ذرب الخ فيه انه مكررمع ما مر وانه على خلاف القاعدة اعنى الاتيان بالمذكر اولا واتباعه بالمؤنث بقوله وهى بهآء. في رطب رطب الرطب ورطب ككرم ورطب ترطيبا ولم يفسره وتمام الغرابة انه كتب في هامش قاموس مصر عن الشارح قوله ورطب الرطب غلط والأولى