الجوهري وصوابه جايأنى لانه معتل العين مهموز اللام لا عكسه. قلت عبارة المحشى هذا من المصنف ذهاب مع القياس وغفلة عن الوارد في كلامهم قال ابن سيده في المحكم جآء جيئا ومجيئا وحكى سيبويه عن بعض العرب هو يجيك بحذف الهمزة وجآء به واجأءه واته لجيآء بخير وجأاء الاخيرة نادرة وحكى ابن جنى جاءى على وجه الشذوذ وجأى لغة في جاء وهو من البدل وجاآنى فجئته اى كنت اشد مجيئا منه وكان قياسه جايأنى لكنه غير مسموع فاذا تأملت كلام المحكم رأيت القصور في كلام المصنف من وجوء وعلمت ان الواهم هو من يصدق عليه انه ابن اخت خالته رحمه الله انتهى. ومن الغريب ان صاحب الوشاح لم يتعرض لهذه الكلمة فانه ابتدأ كتابه من حرف الحاء ففاته الكثير مما نبه عليه المحشى وعبارة اللسان جايأنى على فاعلنى واآنى فجئته اى غالبنى بكثرة المجئ فغلبته قال ابن برى صوابه جايأنى ثال ولا يجوز ما ذكره (اى الجوهرى) الا على القلب ابن الاعرابى جايأنى الرجل من قرب ومر بي مجايأة مقابلة ابو زيد جايأت فلانا اذا وافقت مجيئه اه فتحصل مما مر ان المصنف اخذ تخطئة الجوهرى من ابن برى غير ان ابن برى لم يجزم بتخطئته وانما قال لا يصح جاآنى الا على القلب والجوهرى امام متثبت في النقل لا يروى الا عن روية ومن حفظ حجة على من لم يحفظ وانما كان يلزمه ان يقول وجاآنى بنى على لفظ جاء لان عادته ان ينبه على ما التبس من الكلام ومن الغريب هنا ان الشارح وزن قول المصنف وانه لجياء بخير على كنان وقال انه نادر كما حكاه سيبويه ولم يقل في جأاء شيئا وهو خلاف ما ذكره صاحب اللسان والمحشى. وقول المصنف في آخر هذه المادة وما جآءت حاجتك ما صارت. قال المحشى هذا في غاية الاجحاف والاقتصار البالغ حد الاعتساف اذلم يتعرض لحاجتك هل هي بالرفع او بالنصب واى شئ ما في الكلام (اى هل هى نافيه او استفهامية) وذلك محتاج اليه ولا سيما لمن يريد الاقتصار في الاستفادة على كتابه وخصوصا اذا لم يكن له سعة في معرفة كل تركيب واعرابه فلو اعرض عن ذكرها كما فعل الجوهرى لشهرتها بين اهل النحو او اورد كلام اهل اللغة فيها ليستفاد ويعرف من اى جهة هو ومن اى نحو (كذا في نسختى وغيرها من دون جواب لو) قال وقال الرضى من الملحقات ما جآءت حاجتك اى ما كانت حاجتك ما استفهامية وانت الضمير الراجع اليه لكون الخبر عن ذلك الضمير مونثا كما في من كانت امك ويروى برفع حاجتك على انها اسم جاءت وما خبرها وجوز بعض كون ما النافية انتهى مختصرا. ثم ان المصنف اهمل هنا قولهم في المثل شر ما يجيئك الى مخة عرقوب لان العرقوب لا مخ فيه وانما يحوج اليه من لا يقدر على شئ اه وما ذلك الا لان الجوهرى ذكره وكذلك اهمل قولهم لو كان ذلك في الهئ والجئ ما نفعه. في دفؤ الدفء بالكسر ويحرك نقيض حدة البرد كالدفأة ج ادفآء دفئ