أما قوله ان معنى إسماعيل مطيع الله فلا اشتقاق بعضده فانه من السمع كما تدل عليه عبارة التوراة ونصها وقال لها ملك الرب وستلدين ابنا وتسمينه إسماعيل لان الرب قد سمع صوتك الخ. ثم ان المصنف غلط أيضا في مادة ذبح بقوله المذابح المحاريب والمقاصير وبيوت كتب النصارى فان المذابح جمع مذبح شبيه بالمائدة في صدر الكنيسة يقرب عليه القسيس قربانا من خبز خمير او فطير وهو عندهم كناية عن الذبيحة وان لم يكن هناك ذبح فلا معنى لقول المصنف وبيوت كتب النصارى. وعبارة الصحاح والمذابح أيضا المحاريب سميت بذلك للقرابين ومقتضاه انه غير خاص بالنصارى. وعبارة المصباح ومذبح الكنيسة كمحراب المسجد والجمع المذابح. ونحو من ذلك قوله الهيكل بيت النصارى فيه صورة مريم عليها السلام وديرهم ومقتضى ذلك ان كل بيت للنصارى فيه هذه الصورة يقال له هيكل وهو باطل فان الهيكل في عرف النصارى مرادف للكنيسة وربما اشتمل على صور كثيرة وعبارة الجوهرى أيضا قاصرة هو نظير ذلك قوله الدير خان النصارى ج اديار قال العلامة المقريزى قال ابن سيده الدير خان النصارى والجمع اديار وصاحبه ديار وديراتى قلت الدير عند النصارى يختص بالنساك المقيمين به اه قلت تعريفهم الدير بانه خان يشعر بانه كان نزلا لابناء السبيل فكانوا يبيتون فيه ويأكلون ويشربون. ونحوه قوله الصومعة كجوهرة بيت للنصارى وهى مختصة بالراهب. السقلب جيل من الناس وهو سقلي ج سقالبة ثم قال في فصل الصاد الصقلاب بالكسر الاكول والأبيض والاحمر والشديد من الروس ومن الجمال الشديد الاكل والصقالبة جيل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بين بلغر وقسطنطينية. وعبارة العباب الصقالبة جبل حمر الألوان صهب الشعور يتاخمون الخزر وبعض حيال الروم وقيل للرجل الأحمر صقلاب تشبيها بهم. وهنا نظر من عدة أوجه. الأول ان المصنف ذكر أولا السقالبة بالسين ثم أعاد ذكرهم بالصاد وهم جيل واحد والاشهر بالصاد فلو قال الصقالبة السقالبة او بالعكس لكفى. الثانى انه لم يقل ان هذا اللفظ معرب. الثالث انه قال أولا الصقلاب بالكسر الاكول ثم قال ومن الجمال الشديد الاكل وهو مغاير للايجاز الذى تبجح به في الخطبة فكان حقه ان يقول الاكول منا ومن الابل او من الدواب. الرابع انه قال الأبيض والاحمر بالاطلاق والصغانى قيده بالناس ونبه على انه للتشبيه. الخامس انه عرف بلغر بانها مدينة الصقالبة وهو تناقض لانه قال ان بلاد الصقالبة تتاخم الخزر ومعلوم ان الخزر هم بين ايران والروسية لا بين بلغر وقسطنطينية قال صاحب المراصد بلاد الخزر في نواحى الاهواز بين فارس وواسط والبصرة وجبال الكور المجاورة لاصبهان اه على ان بلغر ليست مدينة بل مملكة اما قوله في تعريفها في الراء ان العامة تقول بلغار فالمصنفون لم يذكروا غير هذا الذى نسبه للعامة كما أفاده المحشي والشارح.